محمد بوبكر العجيمي طفل لم يتجاوز 11 سنة من عمره.. تلميذ نجيب و مجتهد مثلما تثبته شهائد الامتياز التي كدّسها والده على مكتبنا.. هو تلميذ بالسنة السادسة ابتدائي بالمدرسة الإدماجية الباب الشمالي بسوسة ,ورغم إعاقاته المتعدّدة فانّه تحدّى الصعاب واجتهد في دراسته يحدوه أمل وحيد.. أمل النجاح في مناظرة الدخول إلى المعهد النموذجي.. لكن هيهات.. فالوزير له رأي مخالف وقال لا. هكذا تحدث إلينا الدكتور محمد حافظ العجيمي والد التلميذ بوبكر.. جاءنا إلى مكتب الجريدة محمّلا بالوثائق حتى يقدّم لنا دليلا على ما يقوله ويسرد على مسامعنا مأساة ابنه الوحيد. يقول الدكتور حافظ: «ابني بوبكر معاق عضويا مثلما تثبته بطاقة الإعاقة التي يحملها وتتمثل إعاقاته في صعوبة تحريك يديه واستحالة قدرته على الكتابة بالإضافة إلى نوع آخر من الإعاقة يتمثّل في صعوبة النطق.. كان لا يستطيع المشي اطلاقا لكن بفضل الله اصبح قادرا على القليل منه بعد ان تحوّلت به الى الخارج للتداوي وبالتالي اصبح قادرا جزئيّا على تحريك رجليه ويديه.. كان منذ سنته الدراسية الاولى يعتمد على مساعدة أصدقائه له بحملهم محفظته و تمكينه من لمجته ونقله حتى الى بيت الراحة بالاضافة الى نقل الدروس له.. كان والى حد الان متميزا ويحصل على أعداد ممتازة..». تعيين مرافق يتنهد الدكتور حافظ ثم يواصل حديثه ل«الشروق» «خلال الشهر الفارط تقدّمت بطلب الى السيد وزير التربية أطلب من خلاله مساعدة ابني على اجتياز مناظرة الدخول الى المعهد النموذجي وتتمثل هذه المساعدة في تعيين مرافق مستكتب من سلك التعليم حتى يستطيع فهم ابني وتبليغ اجاباته خلال الامتحان كتابيا او تمكينه من اجتياز الامتحانات بواسطة الاعلاميّة بطريقة الاسئلة ذات الاجوبة المتعددّة وهي طريقة معتمدة من الوزارة (امتحانات الكاباس مثلا)».. الا ان السيد الوزير لم يجبني مباشرة بل ارسل ردّه الى المندوب الجهوي للتعليم بسوسة يعلمه من خلاله تطبيق القانون وتمكين ابني من قاعة خاصة لاجتياز المناظرة مع إضافة ثلث الوقت له وتخصيص تلميذ كاتب من السنوات الخامسة لينقل له إجابته كتابيا وهنا يكمن المشكل. هنا يطلعنا حافظ على وثيقة موجهة من الإدارة العامة للامتحانات بوزارة التربية والتكوين إلى الإدارات الجهوية للتعليم تبيّن مختلف الإجراءات الاستثنائية التي يمكن منحها لمترشحي امتحاني شهادة ختم التعليم الأساسي العام والتقني ومناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية (دورة 2011)، ويؤكد أنّ إعاقة ابنه المتمثّلة في صعوبة النطق غير مذكورة بخانة الحالة الصحية للممتحن. ثمّ واصل حديثه قائلا: «أولا ابني له صعوبة في النطق وبالتالي فإنّ التلميذ الكاتب والذي سيكون من تلاميذ السنوات الخامسة ابتدائي سيجد صعوبة قصوى في فهمه ونقل إجابته كتابيّا.. ثانيا وهو الأهمّ وأتحدث هنا عن امتحان مادة الانجليزية، فتلاميذ السنوات الخامسة لا يدرسون هذه المادة فكيف له فهم ابني ونقل إجابته؟! ثقة الوزارة هنا توجهنا بالسؤال إلى الدكتور حافظ حول أسباب عدم تمكين ابنه من معلّم أو مستكتب من سلك التعليم عوضا عن التلميذ الكاتب؟ فأجاب: «لقد طرحت بنفسي هذا السؤال لكن يبدو أنّ ثقة الوزارة منعدمة في معلّميها.. إنهم يخشون أن يساعد المعلّم ابني في الامتحانات وهذا أمر يدعو إلى الاستغراب.. ما المانع من تمكين ابني من اجتياز هذه المناظرة بواسطة الإعلامية بطريقة الأسئلة ذات الأجوبة المتعددة خاصة وأنّ ابني يستطيع التعامل من الكومبيوتر بعض الشيء؟ إنّها طريقة معمول بها في بلادنا.. انتظر إجابة شافية من السيد الوزير.. ولهذا السبب جئتكم لتبليغ صوتي له، فالمناظرة على الأبواب وتنطلق يوم 23 من هذا الشهر، فهل يتمكن ابني من تحقيق حلمه؟ أرجو ذلك..