غريب جدا ما الذي حصل صبيحة غرة جويلية الجاري بمؤسسة «شاتكس» الفرنسية للخياطة والكائنة على قارعة طريق خنيسبالمنستير والتي تشغل حوالي سبعين عاملا وعاملة من مختلف انحاء الجمهورية جمعتهم «الخبزة» التي تجلت مرارتها الاسبوع الماضي من خلال ممارسات المشغل بل وكيل المشغل الفرنسي الذي تفتقت قريحته للجم العمال ونهش حقوقهم بواسطة كلاب بدت مروضة عند جماعة «بلاك ووتر» الامريكان في الموصل!! على حد تعبير احدهم، هذه الوقائع التي سنأتي عليها لاحقا، كانت مثار اهتمام كل الجهات بما فيها الامنية والادارية التي سجلت وسجلنا تعاطفها مع العمال وهياكل الاتحاد لأمرين على الاقل، اولهما شرعية مطالب العمال ووحشية التعامل معها مع وكيل فرنسي فاجأت تصرفاته رئيس المؤسسة نفسه الذي «طار» على عجل من فرنسا الى المنستير بعد ان تناهت له اخبار افعال الكلاب في مؤسسته!! استخفاف وبالعودة الى تفاصيل وحيثيات هذه الواقعة وحسب العمال واعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير الذين حضروا بالمؤسسة وهم الاخوة المنجي الشرفي وعبد الكريم بقني وبلقاسم بن احمد وكذلك الاخ الاسعد البريشني عن الفرع الجامعي للنسيج، فإن ما حدث كان على اثر تلكؤ المستثمر ومماطلته في تمكين العمال من حقهم في المفعول الرجعي للزيادة المتفق عليها في المفاوضات الاجتماعية الاخيرة الى جانب بعض المطالب الاخرى وهو ما كان محورا لجلسة عقدت بمقر تفقدية الشغل يوم 5 ماي الماضي ولم يحضرها المستثمر ولا وكيله فتم تسجيل محضر غياب اثره انعقد اجتماع عام بدار الاتحاد بتاريخ 10/5/2009 صدرت عنه لائحة تطالب فيها الاطراف المعنية للتدخل لفضّ الاشكالات القائمة لكن دون جدوى حيث تمادى المؤجر في الضغوطات على العمال ناهيك انه هدد بغلق المؤسسة في صورة تمسكهم بحق الحصول على المفعول الرجعي للزيادة في الاجور، وبناء عليه اجتمع العمال مجددا بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بتاريخ 30/5/2009 واصدار لائحة للاطراف المعنية لتحسيسهم بخطورة الوضع داخل المؤسسة ودعوتها (اي الاطراف) للتدخل العاجل لتطويق الازمة... وامام عدم التوصل لأية نتيجة صدرت برقية اضراب ليوم واحد (1 جويلية) عقدت اثرها جلستان صلحيتان عاجلتان الاولى بمقر تفقدية الشغل يوم 18 جوان الماضي قاطعها المستثمر بعنف مستعملا قبضة اليد ومغادرا المكان والجلسة الثانية كانت بمقر المعتمدية حضرها وكيل الشركة وزوجته التي دفعت الباب بكل عنف مما احرج الحضور في مقر سيادي... هاتان الجلستان لم يقع خلالهما التوصل الى حلول خاصة فيما يتعلق بالربط بين المفعول الرجعي للزيادة في الاجور والانتاج وهو الموقف الذي علقت عليه احدى بنات الجنوب الغربي ب «شرط العازب على الهجالة» وهو مثل شعبي قديم... ظهر الحمار... وأنياب الكلب عندئذ وامام انغلاق السبل وصَمَم المشغّل واستكباره واحساس الطرف العمالي بأن صبرهم قد نفذ وانه على رأي المثل الشعبي «وخّر وخّر ظهر البهيم وفّى» دخلوا في اضراب شرعي وقانوني يوم 1 جويلية... يومها توجه العمال والعاملات على الساعة السابعة صباحا الى المؤسسة وعند اقترابهم من المدخل فوجؤوا بوكيل الشركة «مُدجّجا» بكلبين من النوع الشرس والخطير يتصدّى لهم ويمنعهم من الدخول بإستعمال الى جانب الكلاب العنف اللفظي الذي سرعان ما تطور الى جسدي حيث اصيبت اربع عاملات ومن بينهم اثنتان حوامل برضوض مختلفة نقلن على اثرها الى المستشفى الجامعي بالمنستير وقد انطلقت الابحاث ليحال الملف الى العدالة... علما وان كل هذه التطورات كانت تنقل أولا بأول الى كل الجهات للنظر من خلال وحدة امنية عالجت الموقف بحرفية تامة وكذلك بتعاطف لافت مع اصحاب الحق.. العمال. هذا وقد أفادنا الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي والاخ البريشني ان لائحة صدرت اثر الاضراب نصت على بالغ الاستنكار لما حدث من تجاوزات خطيرة وتصرفات خارقة مما يدعم الاتجاه نحو مواصلة النضال والدخول في اضراب ثان لمدة ثلاثة ايام في صورة تواصل هذه السلبية في التعاطي مع حقوق العمال...