خلافا للكثير من الناس الذين انصرفوا للعطل والبحر للسباحة والترويح عن النفس، فإن الجامعة العامة للبلديين بكامل اعضائها قد قالت لا للراحة وآلت على نفسها ان تواكب عمال البلديات في كامل جهات البلاد، حيث يشقى هؤلاء من أجل ان يرتاح الآخرون . فمن تهيئة الشواطئ، وإعداد المسارح والفضاءات الثقافية الى مقاومة الاعشاب والطفيليات، الى تنظيف المدن والقرى، يستمر البلديون في نضال مرير في الصيف كما في الشتاء، وفي الخريف بعد اسابيع قليلة كما في الربيع، لكن السؤال الذي لا مفرّ منه هو هل يلقى البلديون لقاء هذا المجهود، الاجر المكافئ والجزاء المنصف؟ من خلال اطلاعنا على الكثير من الوثائق ومن خلال ما رصدناه من أشغال وأعمال في الجامعة للبلديين، يبدو ان الامور ليست على ما يرام وان هناك صعوبات جمّة تحول دون تحقيق مطالب هذه الفئة من العاملين. فقد كانت الهيئة الادارية للبلديين في اجتماعها يوم 9 ماي الماضي اصدرت لائحة مهنية أعرب فيها كل الاعضاء عن استيائهم الشديد للتمشي السلبي لسياسة المماطلة من طرف سلطة الاشراف وعدم الدخول في تفاوض جدي حول اهم النقاط العالقة موضوع اللوائح المهنية للعديد من الهيئات الادارية السابقة وبالاخص منها: مشروع القانون الاساسي الخاص بالعملة البلديين. تسوية وضعية عملة الحضائر المنتدبين بعد سنة 2000. تنقيح القانون الاساسي الخاص بمنشطي رياض الاطفال (فتح الآفاق). واعتبارا لاهمية مطالبنا المشروعة وعدم التزام سلطة الاشراف الدخول في تفاوض جدي حول أهم النقاط العالقة كان اعضاء الهيئة الادارية قرروا حمل شارات حمراء لكامل اعوان القطاع البلدي بالجهات يوم 11 جوان 2009 كما أعربوا عن نيتهم الدخول في إضراب ما لم تقع الاستجابة لمطالبهم. ويذكر أنّه استجابة لتدخل السيد وزير الداخلية والتنمية المحلية لدى الاخ الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وتعبيره عن استعداد سلطة الاشراف للحوار وايجاد الحلول الملائمة لفض المشاكل المطروحة وتمكسا من الجامعة العامة للبلديين بنهج الحوار، فقد قررت تأجيل رفع الشارة الحمراء الى موعد لاحق وذلك قصد فسح المجال أمام إمكانيات الحوار. وفي إنتظار ذلك، كانت الجامعة العامة للبلديين قد أمدتنا في الاسبوع الماضي بمقال مطوّل شرحت فيه أوضاع عمال الحضائر وطرق تأجيرهم واحالتهم على التقاعد وغير ذلك من المسائل. وقد نشرنا المقال في الصفحة (5) من عددنا الماضي تحت عنوان «عملة الحضائر بين هشاشة الشغل وحق المساواة في الأجر» وهو مقال أعدّته وتبنته الجامعة بطبيعة الحالة.