سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قضيت 23ألف ساعة طيران طوال مسيرتي وهكذا أنقذت حياة راكب أصيب بجلطة في الجو بمناسبة إحالته على التقاعد أحد أقدم المضيفين في الخطوط التونسية يتحدث للشعب:
السيد محمد أسعد الغزاوي يعتبر أحد أقدم المضيفين في الخطوط التونسية ولما تستمع إليه وهو يتحدث عن مؤسسته تعتقد أنه يتحدث عن أعز إنسان عنده، وبمناسبة خروجه للتقاعد أقام له أصدقاؤه و زملاؤه في العمل حفلا لطيفا إعترافا بجليل خدماته. وقد حرصنا على محاورته لمعرفة ظروف عمل المضيفين وهي مهنة كنت انا شخصيا أعتبرها مهنة رفاهة لكن اكتشفت أنها تتطلب أيضا مهارات أخرى. لو تحدثنا عن بداياتك في الخطوط التونسية؟ كنت منذ صغري أحلم بالعمل في مجال الطيران فرغم أن والدي أصر على أن أدرس الإعلامية، وتمكنت في ذلك الوقت من الحصول على الشهادة في الإعلامية، إلا أنني واصلت دراستي الجامعية في الآداب في السوربون في فرنسا وكنت في ذلك الوقت أدرس وأشتغل في نزل وقد طرح عليّ صاحب النزل آنذاك أن أكون ممثلا له في تونس لكن العملية لم تتواصل طويلا ثم انقطعت عن الدراسة واشتغلت بنزل خليج القردة لمدة ثلاث سنوات، وفي تلك الأثناء بقي حلمي دخول عالم الطيران وبقيت أتصيد الفرصة إلى أن تمت دعوتي إلى إجراء اختبار في الخطوط التونسية وكان الامتحان صعبا لكني نجحت، ودخلت الشركة يوم 5 مارس 1979. كم ساعة قضيتها في الطيران منذ دخولك للشركة إلى الآن وماهي أصعب اللحظات طول عملك كمضيف؟ قضيت قرابة 18000ساعة طيران وكانت أطول رحلة في إحدى مواسم الحجيج لما اضطررت إلى العمل طوال 24 ساعة وتمثلت الرحلة في تونسالقاهرة القاهرة جدة جدة القاهرة ثم القاهرةتونس، أما عن أصعب اللحظات التي واجهتها كرئيس طاقم الطائرة فكانت في مناسبتين لما فوجئنا بحالة إغماء لأحد الركاب الذي أصيب بجلطة قلبية مفاجئة اضطررنا وقتئذ إلى التوقف في أثينا حيث تم إنقاذه في المستشفى وكانت فرحتي لا توصف عندما تمكنت بفضل الإسعافات التي قمت بها من إنقاذه وقد إلي ذلك الشخص بعد أشهر شاكرا صنيعي ولكني أكدت له أن ذلك مرتبط بطبيعة عملنا. كما واجهت موقفا أصعب في سفرة أخرى بين جربة وفيرون لما فوجئنا والطائرة بصدد النزول وجود مواطن إيطالي وقد أنزلناه إلى سيارة إسعاف برفقة عائلته ولكن لم يستطع النجاة وتوفي في طريقه إلى المستشفى فكانت الحسرة الكبرى. يعتبر عمل المضيف دقيقا والواجهة الحقيقية للخطو ط التونسية كيف تقيم عملكم اليوم بعد تقاعدك، وماهي النقائص التي يجب تلافيها؟ أولا أريد تأكيد العلاقة المتينة بين المضيفين مما سهل علينا العمل و كونّا أسرة واحدة رغم الصعوبات التي لا تخلو منها أية مهنة وأنا شخصيا فخور بما قدمته لفائدة المؤسسة التي أعطتني بدورها عديد الأشياء المادية والمعنوية. والإشكاليات المطروحة داخل قطاعنا التي يجب البحث عن حلول لها هي برمجة الرحلات بين المضيفين خصوصا الرحلات الليلية. وأنت الآن متقاعد كيف تأقلمت مع الأجواء الجديدة سواء في العائلة أو خارجها؟ الحمد لله أنني وفقت في تعليم ابنائي فلي إبن يتبع خطواتي بنجاح ولكن كطيار حيث يشتغل الآن مع الطيران السابع ولدي إبن آخر وهو مهندس في البرمجيات الإعلامية ولي إبنة نجحت في إمتحان الباكالوريا. أما علاقتي مع عائلتي الثانية في الخطوط الجوية فهي على ما يرام ومازلت أزور زملائي إلا انني أفتقد الطيران ومقر العمل.