أشرنا في عدد أول أمس أن الجلسة العامة الثامنة والثمانين للترجي الرياضي التونسي ستكون جلسة الوفاق لأن الرئيس الجديد الذي زكته هيئة الحكماء هو رجل وفاق بعيد عن كل شقاق. هذه الجلسة كانت كذلك وأكثر بل بإمكاننا أن نزعم أنها كانت «أنقى» جلسة شهدها الترجي الرياضي منذ سنوات وأكبر دليل على ذلك انتهاء أشغالها في وقت قياسي (لم تدم سوى ساعتين وربع بالضبط). هذه الجلسة شهدت سابقة في تاريخ الترجي فلأول مرة في تاريخ الجمعية تسمي الجلسة العامة رئيسا شرفيا للنادي وأتى ذلك بطلب من المؤتمرين ترجم عز الدين العجمي في مداخلته بمطالبته رئيس الجلسة أحمد غراب بإدراج ذلك في جدول الأعمال وبادر العجمي بحفز رئيس هيئة الحكماء الجديد حسن ببّو على إعلان سليم شيبوب رسميا بتزكية من هيئة الحكماء رئيسا شرفيا وهو مطلب استجاب له شيبوب وصفق له المؤتمرون. الجلسة كانت جلسة وفاق والدلائل عدة نستعرض أهم لقطاتها في ما يلي: شيبوب من الصرامة إلى القلب الصافي
شيبوب تحدث عن صمته 3 سنوات وعن مقابلته بالجحود ممن كان سببا في دخولهم الحديقة وعن حرمانه من الفرجة في ابنه يلعب بألوان الترجي مما اضطره لترسيمه في مستقبل المرسى، وتحدث أيضا عن الذين تشدقوا «بالعائلات الترجية» وذكر بأن هذه العائلات استفادت من الترجي ولم تفده بل ذكر أيضا أن الهيئة المتخلية طلبت من رئيس فرع كرة اليد إبعاد شيبوب عن الحديقة وفي هذا الإطار شدّد هذا الأخير على أن لا أحد يستطيع منعه من الدخول إلى الحديقة أو يقدر على إبعاده من الترجي. شيبوب الذي بدا ساخطا من الجحود الذي تعرض له سرعان ما قبل الدعوة للمصالحة التي نادى بها عز الدين العجمي.
بوشماوي يعود إلى الواجهة
من دلائل الوفاق أيضا جلوس أحمد بوشماوي في الطاولة نفسها وإلى جوار حمدي المؤدب وطارق بن يحمد إضافة إلى وضعه اليد في اليد مع هذا الثنائي ومع الرئيس الشرفي الجديد يعلن أن لبوشماوي مكان لا يقدر أحد على انتزاعه في ترجي المصالحة والوفاق فالرجل الذي تحدثوا عن علاقته بالترجي المقتصرة على ولعه الشديد وصداقته الحميمة لخالد بن يحي ظهر جنبا إلى جنب وتبادل العناق والقبل مع أساطيل الريادة الجدد في الترجي مما يعلن أن العلاقة بينه وبين المؤدب وشيبوب وبن يحمد سمن على عسل والمستفيد من ذلك هو الترجي الذي يحتاج كثيرا إلى الدعم الذي يقدمه أحمد بوشماوي.
العجمي يبدأ بما ختم
عز الدين العجمي قال عندما تسلم الكلمة في الجلسة العامة: «أنهيت مداخلتي في الجلسة العامة الفارطة بنداء للمصالحة التامة والشاملة وهو ما سأبدأ به مداخلتي هذه فالتداول على المناصب سنّة في الحياة» وعندما نعرف أن العجمي قدم ترشحه لخطة نائب رئيس في الترجي ثم سحبه لما علم أن المؤدب وبن يحمد قدما ترشحهما وكان من المتدخلين في هذه الجلسة وكان صاحب عدة مبادرات لتشمل العائلة الترجية بالفعل وليس بالقول فقد شاهد الجميع كيف دعا بوشماوي للالتحاق بالمؤدب وبن يحمد وشيبوب في صورة جسمت تكاتف العائلة الترجية، مبادرة العجمي وحضور الأستاذ أحمد الباطيني كانت خير ردّ على احتجاب بقية المترشحين.
انضباط متميز
الجلسة العامة الثامنة والثمانين للترجي شهدت انضباطا كبيرا للمؤتمرين وهذا لم نسجله بكل أسف في الجلسة العامة للموسم الماضي أول أمس لم نشهد أي مظهر من مظاهر الفوضى كما لم نسمع من أي متدخل من المتدخلين أي تجريح أو قدح في أي شخص باستثناء واحد فقط كنيته «الفريطس» وهذا ما ساهم في إنجاح جلسة الوفاق ولم يدخل الترجيين في متاهات الشقاق.
والآن... حيّ على العمل
نجاح الجلسة العامة والأجواء الممتازة التي دارت فيها تجعل من الترجيين ينتظرون من الهيئة المديرة الجديدة الانطلاق فوريا في العمل على أن يستعيد الترجي هيبته التي فقدها قاريا في كرة القدم ومحليا في كرة اليد وهي وعود صرح بها حمدي المؤدب وينتظر الترجيون تجسيمها على أرض الواقع.