أسدل الستار مؤخرا على فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان سعيد بوبكر بالمكنين التي أقيمت بفضاء مسرح الهواء الطلق وامتدت من 18 جويلية الى 5 أوت 2009 وقد حاولت هيئته بإدارة مديرها الشاب الاخ عبد اللطيف ثابت اعداد وتوفير برنامج متنوع يسعى للاستجابة لأكثر ما يمكن من الأذواق والميولات من اجل العمل على مزيد استقطاب الجمهور العريض بمختلف شرائحه وأنواعه، ولئن شهدت بعض العروض إقبالا مكثفا نسبيا مثل عرض الفنان الشاب البلطي وعرض المطربة اللبنانية دينا حايك بالخصوص، فإن الاقبال على بقية العروض الموسيقية والمسرحية مثل عرض الراي للشاب صليح والسهرة الموسيقية للشقيقين فيصل ولمياء الرياحي وعرض الفنان الشعبي وليد الصالحي ومثل مسرحية «أعطيني فرصة» لنعيمة الجاني ودرصاف مملوك والصادق حلواس ومسرحية «خلي واسكت» لنور الدين بن عياد ومحمد العوني، كان عاديا ان لم نقل محدودا وخصوصا في عرض فرقة الفولكلور الصربي وكذلك سهرة الافتتاح التي أثثها كل من حسن الدهماني وسوسن الحمامي ومطربان اخران مغموران رغم مجانية الدخول لهما وفتح ابواب المسرح على مصراعيها. وقد ألغيت من البرنامج مسرحية «يصيرع النساء» لفوزي كشرود ولطفي بندقة الذي اعتذر لهيئة المهرجان قبل العرض بساعات قليلة بسبب وفاة والده غير ان الهيئة تركت الجمهور ليلة العرض الموجود خارج المسرح في التسلل ولم تكلف نفسها عناء التواجد ساعة العرض المقرر لإعلامه بذلك او الاعتذار له اضافة الى عدم السعي الى تعويض العرض المذكور احتراما للجمهور، كما ان العرض المسرحي المبرمج للأطفال لم يشهد الاقبال المعهود الملحوظ خلال بعض الدورات السابقة لنقص في الاعلام بسبب عدم ادراجه في مطوية ومعلقة الدورة، ولعل ما يحسب لفائدة الهيئة الحالية وما ينبغي مواصلة العمل به مستقبلا ايمانا بجدواه وأهميته نظرا لاقتران اسم المهرجان بعلم تونسي واحد أقطاب الشعر والادب والصحافة خلال النصف الاول من القرن العشرين هو ادراجها بعض الأنشطة الادبية في فعاليات المهرجان مثل القراءات الشعرية في سهرة الافتتاح واللقاء الفكري حول الشاعر والأديب سعيد بوبكر غير ان هذين النشاطين لم يلقيا ايضا النجاح المنتظر بسبب عدم احكام في البرمجة فيما يتعلق باختيار ظروف الزمان والمكان الملائمين وكذلك فيما يتعلق بنقص الاعلام، وعموما فقد حاولت هيئة المهرجان العمل بأقصى الجهد لإنجاح الدورة الحالية ووفرت لها اسباب ذلك ماديا وأدبيا وتمكنت من ان تستدرج نسبة هامة من الجمهور العريض الى مدارج مسرح الهواء الطلق مجددا غير ان بعض الجوانب التنظيمية والاعلامية تبقى في حاجة للمراجعة لمزيد احكامها وذلك بتلافي اتخاذ بعض القرارات المرتجلة وغير المبررة على سبيل المثال كالترفيع في ثمن تذكرة الدخول بدينارين لعرض الشاب البلطي بعد ما وقع تحديد معلومها وتم الاعلام عنها رسميا خلال الندوة الصحفية التي نظمها المهرجان قبل انطلاقه، كما ان حسن اختيار العروض بما يتفق مع ذائقة ورغبة جمهور المكنين يبقى هو الشغل الشاغل ليهئات المهرجان الحالية والقادمة لضمان اهم اسباب النجاح والاشعاع.