من المعروف أن المجتمع يتكون من عدد من الأفراد الذين يرتبطون بروابط معينة وكلما زادت هذه الروابط زاد تماسك الجماعة ومن نتائج وجود العلاقات سهولة انتشار الاشاعات والدعايات والشخص الذي ينقلها يكون شخصا هامشيا أي لا ينضم انضماما قويا الى أي من الجماعات هدفه ضرب وحدة المجموعة وشق صفوفها وسحب الثقة منها أو تهديد أحد عناصرها ليضرب عن طريقه أحد أفراد المجموعة وانتشار الشائعة دليل على أنها وجدت تربة خصبة وصالحة ومعظم هذه الشائعات معادية وتمثل نزعات انفصالية تعبر عن دوافع سادية أو عن الشعور بالخوف . ويتحين «أخصائي» الدعاية الفرص ويحسن توقيت ضرباته ويكون مستعدا وقادرا على الاستفادة من المواقف الاجتماعية الحرجة عندما تبدو عند البعض حاجة قوية في معرفة الحقيقة والرغبة في التخلص من حالة الغموض والشدة والارتباك وفي مثل هذه المواقف الغامضة والحرجة يقدم «اخصائي» الدعاية ايحاءاته على أنها تفسير وتوضيح للموقف الغامض ويحاول ان يمنع احتمال تفسيرات أخرى وهنا أيضا يستطيع «الاخصائي « الماهر أن يخلق مواقف الغموض والاضطراب والبلبلة إذ لم توجد من تلقاء نفسها وبعد ذلك يبدأ صيده في جو خصب من الماء العكر يستغل كل حدث من الأحداث الجارية، لتكبيره تجسيمه وتأويله وتفسيره من الضروري أن يعتمد على الحقائق لا على الارتباطات بين الموضوعات، فقد يربط بين حدثين لا توجد في الحقيقة أي رابطة بينهما ومن المحزن أننا لا نضع كل ما نسمعه موضع الشك ولا نخضعه للفحص والبحث والتمحيص ولا نسعى الى التحقق من كل ما نسمعه . فالاعلان عن تكذيب الشائعة هو في حد ذاته تكرار لها وهناك أناس يصدقون الشائعة ولا يصدقون تكذيبها وفي كل الحالات أقول لهؤلاء المرضى «يا جبل ما يهزك ريح».