الفن حالة مُشْرعة على الطفولة.. بل إنّه الطفولة عينها.. هذا ما أتذكّره كلما صادفت الفنان الموهوب عبد الحميد عمّار... هذا الذي لا يكفّ عن الحديث عن الفنّ وعن عوالمه وألوانه وروّاده.. هو الطفل الذي لا يلهو بغير الأوراق والأقلام والالوان.. أتذكّر الآن معارضه وأنا في بدايات فترة الشباب حين كانت قاعة الاخبار مجالا شاسعا للالتقاء والتواصل بين الفنانين التشكيليين والجمهور وذلك خلال مناسبات افتتاح المعارض.. في مرّات أخرى، يجلس عبد الحميد عمار على كرسيّ صغير ويشرع في مداعبة البياض للوصول الى ملامح الوجوه.. وجوه أشخاص عاديين خلال تظاهرات ثقافية يجعل منها هذا الرّسام إطلالات على الذات لتذكير الناس بالملامح... الوجوه.. هي لعبة «البورتريه» الباذخة التي خيرها الفنان الامهر.. فعل ذلك في مناسبات مختلفة وفي أمكنة عديدة منها المسرح البلدي وتحديدا قرب المدارج أين عرض لوحاته وجلس يرسم بوتريهات للعابرين هذا ضرب من إضفاء البهجة على الناس وعلى ملامحهم. هذه المرة كان الفضاء رحبا، فضاء بيت الشعر الذي يديره الشاعر المنصف المزغني حيث تعددت برامج السهر والامتاع والموانسة خلال ليالي رمضان الماضي... لقاءات وأنشطة وقراءات شعرية ولمسات ساحرة للفنان عبد الحميد عمّار الذي يرسم الشعراء ويعرض صورهم مباشرة.