في اطار برنامج التعاون الدولي بين الاتحاد العام التونسي للشغل ومؤسسة »سلم وتضامن« التابعة للنقابات الاسبانية، اللجان العمالية، نظم قسم الشباب العامل والمرأة والجمعيات بالتنسيق مع قسم العلاقات الدولية والعربية والهجرة دورة تكوينية بأحد نزل سوسة ايام 28 / 29 و 30 اكتوبر 2009 تحت عنوان »الحملات« استهدفت قرابة 135 مشاركة ومشارك من كافة الجهات. الدورة انطلقت اشغالها تحت اشراف عضوي المكتب التنفيذي الوطني الأخوين المنصف اليعقوبي ومحمد السحيمي وحضر فعاليات يومها الافتتاحي الاخ عبد السلام جراد الامين العام لاتحاد الشغل. وترأس الجلسة الافتتاحية الاخ مصطفى بن أحمد المدير التنفيذي لقسم العلاقات الدولية والعربية والهجرة، والتي حضرها الى جانب المشاركات والمشاركين، ضيوف مؤسسة »سلم وتضامن« الاسبانية واعضاء المكتب التنفيذي الجهوي بسوسة يتقدمهم الاخ احمد المزوغي الكاتب العام، وقد وضع رئيس الجلسة الدورة في اطارها باعتبارها جزءا من مشروع يمتد على أربعة سنوات في نطاق الشراكة بين الاقسام المعنية من اتحاد الشغل والمؤسسة الاسبانية. الاخ أحمد المزوغي رحب بضيوف سوسة وأعرب عن أمله في نجاح الدورة وتوفير كل الظروف الملائمة لها. أما الاخت منجية الزبيدي منسقة اللجنة الوطنية للمرأة فقد نوّهت في كلمتها بإختيار »الحملات« محورا لهذه الدورة باعتبارها آلية من آليات العمل لتعزيز انتساب المرأة صلب المنظمة وتمكينها من الوصول الى مراكز القرار في كل الهياكل. الاخ مروان الشريف منسق اللجنة الوطنية للشباب العامل أكد في كلمته على ان مثل هذه البرامج والدورات ضرورية وباتت تحتمها الازمات الاقتصادية بما تخلف من تسريح للعمال وافلاس الشركات وضرب الحق النقابي وانتفاء أبسط شروط العمل اللائق وشدد على ان الشباب في الاتحاد العام التونسي للشغل ينحت مستقبل المنظمة النقابية في ظل ما توليه القيادة للشباب من أهمية ومساحات كبيرة وحرة للنشاط والنضال. خصوصيات التعاون ضمن كلمة الصديق »خافيير ميرو« رئيس منظمة »سلم وتضامن« ذكّر بأن المشروع انطلق منذ جانفي 2009 في نطاق التعاون الجدي مع الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد المغاربي، وهو مشروع يندرج في نطاق الانفتاح على المنظمات النقابية والافريقية والعربية بعد ان كانت لهم تجارب مثمرة وعريقة مع نقابات امريكا اللاتينية، مشيرا الى ان خصوصية الاقسام المعنية بهذا البرنامج التعاوني تتمثل في ان المرأة والشباب هما الفئتان الأكثر تضررا من الازمات ولابد لهما من الاستعداد للدفاع عن مصالحهما عبر امتلاك آليات المواجهة. أما الاخ محمد السحيمي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم العلاقات الدولية والعربية والهجرة فقد شدد على ضرورة الاستفادة القصوى والعملية من هذا المشروع وجعله عمودا فقريا لتحسين الأداء في التكوين والقطاع الخاص والتشريع ولجان المرأة والشباب العامل عن طريق الاعتناء بالنقابات الاساسية وبالقواعد لتجسيد هذا البرنامج على ارض الواقع. في حين اكد الاخ المنصف اليعقوبي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات عن قناعة قيادة الاتحاد في التعامل مع المؤسسات والمنظمات العمالية المناضلة والمستقلة ذات الاهتمام المشترك والتي لا تتناقض مع مبادئ وثوابت الاتحاد، ولذلك يتنزل هذا البرنامج في اطار شراكة جدية وفاعلة لبلورة التضامن النقابي العالمي، كما اشار الى ان مستقبل المنظمات النقابية مرهون بمدى وعي قياداتها بقيمة الشباب والمرأة في مواجهة التحديات. مشيرا الى ان هذه الدورة تمثل تجربة أولى ومحاولة جدية للمساهمة في النهوض بالأداء النقابي ضمن توجهات الاتحاد وخياراته وما اختيار قطاعات النسيج والمعادن والمعاش والسياحة إلا دليل على جدية هذا التمشي باعتبارها القطاعات الاكثر تعرضا للأزمات. تخطيط الحملات وادارتها انطلقت فعاليات الدورة التدريبية بمداخلة تأطيرية للأخ نبيل الهواشي بعنوان »الحملات: تخطيط وادارة« تطرق ضمنها للمبادئ العامة الواجب التقيد بها عند القيام بحملة من خلال محاور مداخلته الثلاثة (مفهوم الحملة، التخطيط والادارة) فالحملة هي سلسلة من التحركات الجماعية تستند الى التخطيط والتنظيم بهدف التعبئة الجماهيرية لتحقيق هدف ما، وقد عرض المحاضر لشروط الادارة الممكنة ومهارات المشرف الجيد وللمشاكل التي يمكن ان تواجهه وأساليب التعامل مع المعارضين للحملة وقد أثارت المداخلة عدة أسئلة ونقاط استفهام ساهمت في تعميق ما ورد في المداخلة. في المساء توزع المشاركون والمشاركات الى اربع ورشات (التصرف في المجموعات) اثنين للمرأة واثنين للشباب العامل وقد نشط ورشتا المرأة الأخت منجية الزبيدي والاخ أحمد المهوك في حين نشط ورشتي الشباب العامل الأخت نعمة النصيري والاخ نبيل الهواشي، وقد اختار المشاركون في الورشات الأربعة الاشتغال على الانتساب النقابي كموضوع للحملة ليخلصوا الى عدة توصيات أهمها التأسيس للحملات باعتبارها مشروعا وطنيا يقوم على التنسيق بين الهياكل والجهات وتوظف اكثر ما يمكن من الطاقات والقدرات المتاحة، والعمل على دعم الحق النقابي وحماية شروط نجاح الحملات وضرورة التعامل الجدي مع لجان المرأة والشباب العامل ومساهمة جميع هياكل الاتحاد في تقديم الدعم لها لانجاز الحملات وضمان نجاحها والتعامل مع الحملات تعاملا علميا بعيدا عن الارتجال والاعتباطية والنضال من اجل تكريس مناخ ديمقراطي يعزز انجاح الحملات وتحقيق النتائج المرجوة منها. التجربة الاسبانية ضمن فعاليات اليوم الثاني للدورة التكوينية استمع المشاركون والمشاركات لمداخلة بعنوان »تجربة المرأة العاملة الاسبانية في مجال الحملات« قدمها الصديق »خافيير ميرو« حيث قدم عرضا موجزا لتاريخ الحركة العمالية الاسبانية ودور المرأة فيها بدءا بنشوء اللجان العمالية السريّة بأولى اللجان العمالية المدعومة من الحزب الشيوعي الاسباني ووصولا الى انشاء المكاتب الجهوية والقطاعية للمرأة خلال المؤتمر الخامس المنعقد سنة 1991، وبيّن المحاضر مجالات نشاط المرأة العاملة مثل المشاركة في المفاوضات الجماعية والمساهمة في رفع الوعي الاجتماعي للمرأة وتكوين شبكات عمل تتولى تنظيم حملات اعلامية لتدعيم المساواة الفعلية بين الجنسين... كما نشط في المساء الاخ أحمد المهوك والأخت منجية الزبيدي ورشة بعنوان »التصرف في المعلومة« شفعت بنقاش مركز ومسؤول من طرف المشاركات والمشاركين. »ديما ديما« ضمن فعاليات هذه الدورة التكوينية، أمنت مجموعة »ديما ديما« الموسيقية لياسر الجرادي وأميرة دبش سهرة فنية حضرها جميع المشاركين والمشاركات، حيث قدما مجموعة من الاغاني الملتزمة بعدة لغات. الاختتام في اليوم الثالث، وبعد تنشيط ورشتين بعنوان »تقييم الحملات« تم عرض ومناقشة التقرير الختامي للدورة، وقبل كلمة الاخ عبد السلام جراد (أنظر نصها في مكان آخر) تكلم الصديق »خافيير ميرو« منوّها بجدية المشاركات والمشاركين من الشباب والنساء في متابعة ورشات الدورة وتقييمهم لها، كما أكد الاخ محمد السحيمي على أهمية الدورة ونجاعتها في تعزيز قدرات الشباب والمرأة داخل الاتحاد ونوّه الاخ مروان الشريف بدعم المركزية النقابية لأنشطة الشباب العامل والمرأة، وذكّر الاخ المنصف اليعقوبي في كلمته بصعوبة انجاز مثل هذه الانشطة المشتركة خاصة من الناحية المالية داعيا كل المشاركين والمشاركات الى التعامل الجدي مع هذه الفرص التي يسعى دائما القسم الذي يشرف عليه والاتحاد بصورة عامة لتوفيرها لمنخرطيه ايمانا منه بأن مثل هذه الدورات التدريبية فرصة لتقاطع الافكار والرؤى وحافز للدفع بالطاقات المناضلة وحمايتها من التشتت والتلاشي.