بحضور الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل والاخوة المنصف اليعقوبي ومحمد السحيمي والمولدي الجندوبي ومحمد شندول انطلقت أشغال الدورة التدريبية التي نظمها قسم المرأة والشباب العامل وقسم العلاقات الدولية والعربية والهجرة بالتعاون مع اللجان النقابية العمّالية الاسبانية لفائدة المنسقات الجهويات للمرأة العاملة ومسؤولي ومسؤولات قسم الشباب والمرأة في الاتحادات الجهوية وذلك على امتداد ثلاثة أيام بأحد نزل مدينة بنزرت، وقد أطّرت فعاليات هذه الدورة ونسقتها الاخوات عضوات المكتب الوطني للمرأة العاملة اللواتي كنّ يتحرّكن في كل الاتجاهات لتأمين أسباب الراحة لكل الضيفات والضيوف إضافة للأخ مصطفى بن أحمد منسق برنامج التعاون النقابي التونسي الاسباني. وقد أكدّت الأخت نجوى مخلوف منسقة المكتب الوطني للمرأة العاملة في كلمتها الافتتاحيّة على الظروف العالميّة الصعبة التي تنعقد خلالها هذه الندوة وهي ظروف متسمه بهشاشة التشغيل المنعكسة سلبا على وضع المرأة العاملة التي باتت تعمل تحت وطأة شروط عمل غير لائقة وعمل غير دائم وجزئي وذلك في قطاعات متعددة كالنسيج والسياحة والخدمات وبرغم أن المرأة تساهم ب66 ٪ من ساعات العمل الجملية فإنّها لا تكسب إلا 10٪ من الدخل العالمي، لذلك نحتاح اليوم اكثر من أي وقت لتجميع قوانا كنساء من أجل تحسين واقعنا المهني والدفاع عن مصالحنا من خلال مزيد الانخراط في حملات التحسيس والاستقطاب. ❊ أدوات الحملات وتقنياتها برنامج هذه الدورة التدريبية انقسم الى ثلاثة محاور كبرى هي استعراض مفهوم الحملة وأدواتها وتقنياتها ثم طرق ادارة الحملة ثم قوانين ومعيقات دعم الانتساب وذلك من خلال ورشات تدريبية نشط فقرتيها الافتتاحيتين كل من الأخ منصور الشارني النقابي في قطاع الكهرباء وكاتبة هذا المقال، إذ استعرض المدربان مختلف أنواع الحملات (تحسيسية انتخابية، بيئية، تضامنية، تثقيفيّة) ثم استعرضا في تفاعل مع المتدربات أهمية تحديد اهداف للحملات وأهمية تنظيم الاطار البشري القائم بالحملة وضبط مواردها المالية ثم تقييم مراحلها بشكل دوري وتقييمها في النهاية من أجل رصد مدى النجاح وتحقق الاهداف، كما تمّ استعراض وسائل إدارة الحملات وطريقة التعامل مع الوسائط الإعلامية والاعلانية الحديثة والتقليدية. ❊ إدارة الحملة بعد عرض تقريري الورشتين الاوليين خلال جلسة عامة انطلقت بالتزامن ورشتان أخريان تولى التنشيط خلالهما كل من الاختين آمنة عوّادي وحبيبة السليتي من أجل استعراض كيفيّة إدارة الحملات التي هي بالأساس فعل يحتاج تحديد أهداف واضحة رئيسية وفرعية وينقسم الى مراحل ثلاث هي التخطيط فالتنفيذ فالتقييم مع ضرورة اختيار الاطار البشري الملائم للقيام بهذه المهمات التوعية والتحسيسية بغاية تدعيم الانتساب للمنظمة الشغلية لأنها مهمة تواصلية تقتضي مهارات الإنصات الجيّد واستتباع حاجيات العمّال ومشاغلهم... كما أنّ التحسيس يحتاج الانفتاح على حلقات من خارج النقابة أحيانا من أجل الحشد وتعزيز الصفوف... ❊ معيقات تدعيم الانتساب بذات الطريقة التفاعلية في تنشيط الورشات كان للمتدربات النقابيات موعد آخر مع ورشتين تطرقنّ خلالها مع المنشطين نبيل الهواشي وسهى الميعادي لطرق ومعيقات تدعيم الانتساب مستعرضين القوانين والتشريعات المحلية والدولية التي كفلت الحق النقابي ثم الاسباب الذاتية والموضوعية للعزوف عن الانتساب للمنظمات الشغلية ومنها السياقات العامة من ظروف جديدة في التشغيل تتسم بالهشاشة وعدم الاستقرار، فضلا عن ظروف جديدة أخرى تتمثّل بخيارات المنظمات النقابية نفسها وآداء القيمين على إدارة شؤونها في المستويات المتوسطة والعليا أي النقابيين انفسهم اضافة الى شروط موضوعية تتعلق بالعامل ومنها حالة التفكك العمالي التي باتت سمة الشغالين اضافة الى عدم إلمام العامل بالقوانين وانعدام احساسه بالأمان والثقة في هياكله النقابية والخوف على موطن عمله غيرالمستقرّ أصلا. كما أنّه مما يذكر من معيقات الانتساب، ضعف الموارد المالية للحملات وخاصة في مستوى النقابات الأساسيّة، ثم الاختلاف بين واقع القطاع العام والقطاع الخاصّ والاهم هو تشوّه صورة النقابي لدى الرأي العام والتضييق على آدائه وغياب هامش الديمقراطية في التسيير، ولكن تظل إمكانيّة تجاوز هذا الواقع واردة من خلال تركيز النقابات على الملفات الهامة التي تمسّ العامل بشكل مباشر كالتقاعد والحيطة الاجتماعية والتأمين على المرض وغيرها، واتباع منهجية تفاوضية تدعم اكثر مكتسبات العمّال فضلا عن وجوب تحلّي المسؤول النقابي بحسن نضالي وانساني وتسلّحه بالمعرفة ووجوب ايجاد آليات تكفل التواجد الفاعل للمرأة داخل المنظمة. ومع اختتام نشاط الورشتين ونقاش تقريريهما اختتمت فعاليات اليوم الثاني من هذه الدورة التدريبية التي كانت خاتمتها في اليوم الثالث مع تقسيم المشاركات إلى أربع مجموعات عمل إقليمية أعدّت كل منها مخطّطا لحملة دعم للانتساب وقدّمتها خلال حصّة عمل مشتركة، وسيتم اختيار أكثرها دقة لتتمتع بتمويل من قبل اللجان العمّالية الإسبانية في إطار مشروع الشراكة القائم بينها وبين الاتحاد العام التونسي للشغل منذ 2007. ثم تولّ ى الأخ المنصف اليعقوبي والاخت نجوى مخلوف اضافة للاخ محمد السحيمي اختتام فعاليات هذا النشاط النقابي الذي استهدف النساء لتدريبهن على الاستقطاب لفائدة العمل النقابي، استقطاب العمّال والعاملات طبعا.