أكهذا يكون الجزاء؟ هل القضاء على الارهاب سهل وميسور؟ سيدي الرئيس: لقد ظلت السياسة الامريكية طوال سنوات عديدة تبتعد يوما بعد يوم عن المعايير الاخلاقية والانسانية فقد بلغ هذا التدني مستوى من التردي قل نظيره حتى في عصور الانحطاط. وبمناسبة اعتلائك سدة الحكم في الولاياتالمتحدة بعثت الأمل في النفوس لما تضمنته خطبكم الرنانة وتصريحاتكم البليغة من دعوة الى الحوار والانفتاح والتسامح مع كافة الشعوب. سيدي الرئيس: ان ما حدث للشعب الفلسطيني لا مثيل له عبر العصور فلأول مرة في تاريخ الانسانية يطرد شعب من أرضه ويشرد ويحل آخر مكانه. لقد شاءت الاقدار ان يترك هذا الشعب الصامد الصابر والمنكوب يواجه عدوا شرسا يملك أعتى الأسلحة وأشدها فتكا ودمارا يذيقه من العذاب ما يفوق الوصف ويعجز عنه الخيال، اما آن للضمير العالمي ان يصحو؟ وهل من نهاية لهذه المأساة؟ سيدي الرئيس: لم يمض زمن طويل على اعتلائك كرسي الرئاسة حتى ناديتم بوجوب حل القضية الفلسطينية وعملتم جاهدين على دفع عملية السلام وطالبتم اسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية وازاء تمسك اسرائيل بعدم قبول التجميد تراجعتم يا سيادة الرئيس عن موقفكم وناديتم بالتفاوض دون شروط مسبقة وأصيب العالم العربي والاسلامي بالذهول والاحباط ولم يقف الامر عند هذا الحد فقد أعلنت ادارتكم عدم رضاها عن تقرير »غولدستون« فأصبح الخوف كل الخوف من دفع منطقة الشرق الاوسط الى مالا يحمد عقباه والحال أنكم من الحائزين على جائزة نوبل للسلام حديثا. سيدي الرئيس : لا نريد منكم وأنتم رئيس أكبر دولة في العالم وكرسيك الذي تجلس عليه يطاول النجوم ان تصبح مجرد صدى يردد ما يحدث في اسرائيل ويستجيب بصورة تلقائية لرغبات اللوبي الصهيوني الذي لا تهمه الا مصالحه، ولتعلم ان مصالحنا متبادلة. لقد ظللنا زمنا طويلا نتسابق في خطب ود أمريكا ونستشيرها في كل كبيرة وصغيرة ولا نصوغ قراراتنا الا عندما تكون على بينة من أمرها، لقد لبينا لها كل ما طلبت منا لقد مكنّاها من أراضينا وبحارنا وأجوائنا ومطاراتنا وثرواتنا وقلنا لها نحن طوع ارادتك. لكن... ثم لكن... ثم لكن... لقد كانت النتيجة عكسية! حملات دعائية بأننا متخلفون ارهابيون، اما غيرنا، فشعب الله المختار، وواحة الديمقراطية ومركز اشعاع حضاري. مقدساتنا تستباح وديارنا تهدم واشجارنا تقلع ومع ذلك كانت كل الادارات المتقدمة تدافع عن الجلاد وتناصر الجاني وتقف بجانب السفاح وتلتمس له الاعذار والمبررات وتهدد الضحية بالعقاب واذا طلبنا الحماية من مجلس الامن فالفيتو جاهز لمنع قرار صادر بالادانة، أليس من حق كل مواطن عربي في مشارق الارض ومغاربها بعد ان رأى ما قدمه لأمريكا وما حصده منها ان يتساءل أهكذا يكون الجزاء؟ سيدي الرئيس: هل القضاء على الارهاب سهل وميسور وفي المتناول؟ نحن نرى ان الجواب: بنعم، لو يتخلى بلدكم عن نزعة الهيمنة والتسلط ويراعي مصالح الشعوب ويولي عناية فائقة بالقضايا العالمية ويتعاون مع حلفائه للنهوض بالاقتصاد العالمي ويمد يد العون والمساعدة للشعوب الضعيفة، وهكذا عندما تتظافر جهود الجميع يصبح بالامكان تأسيس عالم آمن يطيب فيه العيش. ولا يسعنا في النهاية الا ان ندعوكم باسم كافة الاديان والقيم الانسانية والمبادئ الاخلاقية ان تصغوا الى صوت العقل ونداء الضمير، وعدم الانصات الى الاصوات الشريرة حتى يسود السلام والامن والرخاء كافة شعوب المعمورة.