عذرا سيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية، عفوا استاذي سمير العبيدي على طرقي بابكم دون سابق موعد، فالوقع شديد وخيبة الأمل على منتخبنا الوطني وعلى اجيال من التونسيين كبيرة جدّا. حقيقة ودون إنكار للحظات السارة التي عشناها جميعا مع المنتخب الوطني في العقد الاخير، فإن التونسيين لم ولن ينسوا فاجعة السبت 14 نوفمبر وهي فاجعة أعادت ذاكرتنا الى سنة 1994. سيدي الوزير لا يختلف عاقلان في ان المنتخب الوطني في العقد الاخير يعيش حالة تذبذب ان لم نقل تخبط وانتكاسات ووجع كما في كل مرة وبعد كل خيبة نتمنى التجاوز ونعمل على نسيان الوقائع لكن ما حصل يوم 14 نوفمبر بالموزمبيق موجع ومؤلم على شعبنا. سيدي الوزير، سعيكم الواضح للنهوض بكرة القدم في تونس والذي هو بارز جليا خاصة من خلال إحاطتكم الشخصية بالمنتخب في كل مراحل التصفيات وشدكم على أيادي اللاعبين وهو ما يسمح لنا بأن نلتمس من حضرتكم حسن استغلال هذه الفرصة لوضع الاصبع على الداء ومن ثمة وضع النقاط على الحروف. إنّنا على يقين شديد بقدرتكم على تحقيق رغبتكم ورغبة كل التونسيين في التأسيس لمرحلة جديدة في تاريخ كرة القدم التونسية وذلك بعيدا عن الانفعالات والنداءات السطحية المعهودة ككل مرة، فالمسألة اكثر عمقا ولا تقتصر فقط على هذه النقاط الثانوية التي تبقي دار لقمان على حالها ما لم يتغير ما يجب تغييره فعلا!؟ سيدي الوزير الوضع الحالي يتطلب تشريك جميع الاطراف والهياكل وخاصة الكوادر والخبرات والتي تزخر بهم هذه البلاد الولاّدة في التشخيص وبالتالي القيام بما يجب القيام به أي وضع استراتيجيات عمل وتسطير خطط فعالة طويلة المدى تكون بمثابة البذرة النقية للشجرة الطيبة التي تكبر في ظلكم وظل من يخلفكم في اطار حلقات عمل متواصلة ومسترسلة تؤسس لحقبة جديدة لكرة القدم التونسية. سيدي الوزير لا يخفى على حضرتكم انه بالسهر على التنفيذ المحكم لهذه الاستراتيجيات المدروسة والخطط الناجعة يمكن اعطاء وجه جديد لكرة القدم في تونس والرياضة بشكل عام ولنا في ذلك مثل منتخبات كانت نكرة مقارنة بمستوى منتخبنا الوطني: فاليابان والكوريتين الجنوبية والشمالية صاروا اليوم يسيطرون على كرة القدم الآسيوية، أضف الى ذلك استراليا ونيوزلاندا وهو ما يدعونا الى الاشادة بقيمة الاستثمار في المجال الرياضي والتي كانت تونس سباقة فيه رغم ان التجربة لزالت في حاجة الى تفعيل رغم المجهودات المبذولة والأموال المخصصة لذلك. سيدي الوزيرانّناعلى يقين من قدرتكم على رسم البسمة من جديد على وجوه التونسيين واعطاء وجه جديد للمنتخب الوطني وكرة القدم التونسية عامة. وفي انتظار تحقق ذلك نتمنّى لك النجاح في مهامك لأنّنا نعرف صدقك وحماسك في فتح الملفات الهامة لإسعاد كل التونسيين.