كنا قد نظمنا بتاريخ 21 ماي 2008، ورشة بحوث حول اللغة العربية: أزمة لغة أم أزمة مجتمع وقد ساهم فيها الاساتذة البشير بن سلامة ومحمود الذوادي وأحمد المراكشي وتناولوا وضعية اللغة العربية وتعرضها لازمات من خلال الاعلام السمعي والمرئي الذي أضر بها ضررا بالغا وعميقا وساهم في تدهور مستواها في مختلف مراحل التعليم بفضائنا المغاربي، وقد انبرت عديد الشخصيات الوطنية لوقف هذا الانحدار السريع للغة العربية. وحرصا منا على توسيع مبدأ الاستشراف لوضعية اللغة العربية بفضائنا المغاربي، ندعو اليوم د. عثمان سعدي الذي ترتبط حياته في جانب منها باللغة العربية. ولد الاستاذ عثمان السعدي سنة 1930 وبعد مروره على المؤسسة الزيتونية انتقل الى جامعة القاهرة ليتحصل على اجازته في اللغة العربية سنة 1956 وعلى الماجستير من جامعة بغداد 1979 وعلى دكتوراه الدولة من جامعة الجزائر سنة 1986، وقد ألف عددا من الكتب نذكر منها هنا ما يتعلق بملف لغة الضاد، قضية التعريب في الجزائر، بيروت 1967 والقاهرة 1968 وعروبة الجزائر عبر التاريخ، الجزائر 1983 1985 والتعريب في الجزائر 1993 والأمازيع عرب عاربة 1996، ومعجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية، الجزائر 2007، كما انه نشر عددا آخر من الاعمال الادبية. وللاستاذ عثمان سعدي، مسيرة نضالية بارزة، فهو مناضل في جبهة التحرير منذ تأسيسها وتقلد مهمة أمين دائم لمكتب الجبهة بالقاهرة، ورئيس البعثة الديبلوماسية بالكويت 1963 1964 وسفير ببغداد 1971 1974 وبدمشق 1974 1977 ونائب بالمجلس الشعبي الوطني 1977 1982 وعضو مجلس اللغة العربية في طرابلس ورئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية منذ 1989 ورئيس لجنة الاشراف العلمي على اعداد المعجم العربي الحديث. نذهب الى الاعتقاد أن د. عثمان سعدي بموقعه ونضاله الوطني والعلمي، هو أفضل من سيتحدث عن وضعية اللغة العربية بالجزائر اليوم، ونحن اذ نرفع للدكتور عثمان سعدي التحية والشكر العميق على قبوله اقتراحنا ليكون احد رموز فضائنا المغاربي، ضيفا علينا لتنشيط «سيمنار» الذاكرة المغاربية حول: رهانات اللغة العربية في المغرب العربي: التحديات الداخلية والخارجية. اما د. احمد ذياب متحصل على الاستاذية في طب الجراحة وفي البيولوجيا البشرية واستاذ في الترجمة العلمية وألف العديد من التآليف الطبية وقام بتعريب العلوم بين النظرية والتجربة الميدانية بالاشتراك مع عدد من الاساتذة المختصين في اللغة العربية من تونس وسوريا ومصر، وهو ما توجه باصداره بعض المعاجم مثل المعجم الطبي انقليزي عربي وعربي انقليزي، كما قام بترجمة العديد من الكتب المرجعية ونشر 86 بحثا بالمجلات الطبية والعلمية العربية والدولية بل ان د. أحمد ذياب يعد الآن دائرة معارف طبية وهو اول من عرب ودرس علم التشريح باللغة العربية، وهو عضو فاعل في عدد من المجامع اللغوية العربية والدولية ومراسل للعديد من المؤسسات الطبية العربية والدولية. وانه ليسعدنا ان يكون د. احمد ذياب ضيفا على منبر مؤسستنا للمساهمة مع د. عثمان سعدي في تفعيل هذا «السمينار اللغوي»، مع العلم أن كلا من د. عثمان سعدي وأحمد ذياب، هما عضوان في اكاديمية اللغة العربية بالجماهيرية.