منذ ما يزيد عن السنة كنا قد نبهنا الادارة العامة للوكالة التونسية للتكوين المهني الى الوضعية المتأزمة داخل مركز التكوين والتدريب المهني بالسرس من ولاية الكاف حيث ان العلاقة المهنية بين مدير المركز والاعوان متوترة جدا ويعود سببها الى عدم التقيد بالقوانين والتراتيب الجاري بها العمل وسوء التصرف في الموارد البشرية والتلفظ بكلمات جارحة عند التخاطب وذلك على مرأى ومسمع من المتدربين والمتربصين بالمركز. فتعمد السيد المدير تهميش دور المجلس البيداغوجي وعدم دعوته للاجتماع الا نادرا لا تعتبر فقط ضربا لأهم عنصر من شأنه ان ينظم الحياة البيداغوجية داخل المركز بل يعتبر كذلك تمردا على المناشير الصادرة عن الادارة العامة والتي تؤكد على ضرورة وأهمية انعقاد هذه المجالس في إبانها خلال السنة التكوينية وإفادة الادارة العامة بمحاضر جلساتها فهذا المجلس الذي يجمع كلا من مدير المركز كرئيس والمنسق الفني كمقرر وكل المكونين ومستشاري التدريب كأعضاء يجتمع على الاقل خمس مرات في السنة وينظر في كل المسائل البيداغوجية ومن أهمها المصادقة على توزيع العبء البيداغوجية للمكونين ومستشاري التدريب وتوزيع الساعات الاضافية والمتابعة التقنية البيداغوجية والمصادقة على امتحانات ختم التكوين وهي مسائل في غاية من الاهمية فتدراسها داخل المجلس يغنينا عن الكثير من المشاكل ويجنبنا الكثير من القرارات الفردية الخاطئة او الاعتباطية كذلك تعمد السيد مدير المركز ولعدة مرات تعطيل المتابعة التقنية البيداغوجية من خلال منعه مستشاري التدريب من مغادرة المركز علما وان عملية المتابعة للمتربصين داخل المؤسسات الحاضنة تعتبر العمود الفقري لنمطي التكوين بالتداول والتدريب المهني ودونها فلا معنى لأي نمط من الانماط، وما زاد الامور تعقيدا التقييم الخاطئ في اغلب الاحيان من طرف السيد مدير المركز لمردودية الاعوان والخلط بين ما هي اعداد مهنية سنوية والاعداد الخاصة بمنحة الانتاج فإسنادها يخضع للمزاجية والولاء دون اعتبار للكفاءة والمجهود وقد تدخلت النقابة العامة وفي اطار المحافظة على مناخ سليم من اجل اعادة النظر في بعض الاعداد وعلى اثر ذلك نبهنا الادارة العامة الى خطورة ما يجري داخل هذا المركز من تصعيد مصدره مدير المركز. وامام هذه التجاوزات الخطيرة وفي غياب نوايا صادقة من الاطراف المتدخلة لمعالجة المسألة والوقوف على الاسباب الكامنة وراءها زادت الامور تأزما وصعوبة ولعل زيارة وفد من الادارة العامة لهذا المركز خلال الفترة الاخيرة وما أبداه من تحيز لطرف دون الآخر وما صدر من مواقف زادت في تأجيج الخلاف، فإن هذه الزيارة كانت بمثابة الفرصة لمدير المركز لمزيد التنكيل بالاعوان وهي زيارة كذلك أعطت الضوء الأخضر للسيد مدير المركز من اجل مزيد تكريس اسلوبه العدواني على الاعوان واصبح العنف اللفظي سيد الموقف على مرأى ومسمع من المتربصين والمتدربين بل وصلت الحال الى ان يقتحم السيد المدير قاعات الدروس والورشات ويتعامل بكثير من عدم الاحترام الى حد الاهانة مما وضع المكونين ومستشاري التدريب في احراج كبير. وقد أدت هذه الاوضاع المتردية الى نتائج سلبية بامتياز أولها هشاشة المناخ الاجتماعي داخل المركز الذي اصبح قاب قوسين او ادنى من الانفجار، وثانيها وهو الاخطر ان عدد المتدربين والمتربصين المنقطعين في تزايد، وثالثها الشلل التام الذي اصاب نشاط المركز حتى جاء يوم 24 نوفمبر 2009 حيث اقدم السيد المدير بعد ان فقد رشده على فعلته الشنيعة والمتمثلة في صفع احد مستشاري التدريب امام جمع من الاعوان والمتربصين ومسكه من ثيابه بعنف شديد أدى الى تدهور الحالة النفسية للمتضرر مما أثار غضب كل الاعوان وتطلب ذلك تدخل الاتحاد الجهوي للشغل بالكاف وتم توقيف العمل لمدة ساعة احتجاجا على هذا التصرف المتهور ثم إمتد هذا الغضب الى اعوان كل مراكز التكوين المهني بالجهة الذين طالبوا اثر الاجتماع الاخباري الحاشد بحضور النقابة العامة للتكوين المهني والتشغيل والهجرة بمثول مدير المركز امام مجلس التأديب لينال جزاءه شأنه شأن كل من تخول له نفسه استعمال العنف البدني داخل المؤسسة التربوية وتطبيق الفصل 12 من النظام الاساسي الخاص ولعل الامور مرشحة الى التصعيد مستقبلا ويبقى كل شيء رهينا بمدى حزم الادارة العامة في التعامل مع الملف وقدرتها على ردع المخالفين.