تركتُ المكانَ إلى رحلةٍ في سمواتِ القصيدةِ مُسترسلاً في خطايَ الوئيدةِ أقطفُ ضّوءَ الحياةِ من العتباتِ و بي فورةُ الدّمعِ حينَ يسيلُ من الحدقاتِ تركتُ لكم صمتَ ليلي الطّويلِ و حدّةَ هذا الختامِ و ترنيمةً من عصافيرِ هذا الصّباحِ و تسبيحةً من فم الغرباءِ ...لكمْ روحُ هذا الكيانِ البليلِ من الشّوق و الأمنياتِ لكم رقصُ إيقاعه المنتشي بالزّغاريدِ قد عانقت بوحها في صدى الغليانِ تركتُ المكانَ و لكنّني في المكانِ مقيم سأذكرهُ للعنادل حينَ أصافحها في ضياءِ التوحّدِ ..البيتَ ، الأصدقاءَ ، صلاةَ الغياب ... أداورُ في وحدتي كيفَ أمضي إلى آمرأةٍ في حمامِ العراكِ من الكلماتِ و كيفَ أزاوجُ بالحبرِ ماءَ الغوايةِ الوجهُ وجهان وجهي و وجهُ الصّديق سأعلنُ أنْ قد سكنتُ إلى وجهتي المقبلهْ أداورُ في وحدتي كيفَ يكونُ المضيُّ رجوعا إلى بيتنا إلى أوّلِ الطلّ ذاتَ خريفٍ على طرقاتِ البلاد و كنتُ بلا ظلّها صامتا في مدى التوهان ...صديقي على غيرِ عادتهِ يوقد النار فينا و يتركنا من بعيد... يكونُ الوداعُ إذن بحجمِ صلاةِ البداياتِ وجهٌ على صفحةِ الضّوءِ يغسلُ عريَ الحياةِ سأقٌطفُ من ضوئكمْ ضوءَ وجهي الذّي باتَ حيّا هنا و أرحلُ دونَ كلامٍ قليلاً و متّحدا بالسّماء ...أنا أحمد الرّعوي تعلّمتُ عزفَ الطّفولةِ في لغتي و أعرفُ أنّي تركتُ الفراغَ عظيما على العتبهْ ...أنا أحمد الرّعوي أقولُ لكم اُرسموا زهرتي في بياضِ التحيّة عند آنطلاقِ اليمام بيضاءُ أوراقها و بيتي سلامٌ إلى آخر القافلهْ أقولُ لكم اُرسموا حذوها طفلتي تتراقصُ في ساحةِ البيتِ مزهوّةً بدعاءِ الفراشاتِ قد نلتقي ربّما صدفةً في آنسجامِ الغناءِ أنا أحمد الرّعوي سأترككم مثلما يتركُ الماءُ جدولهُ صامتا نحو عليائهِ غيرَ أنّي إذا ما أضاءَ بريقُ التوّحد في وحدتي أحتسي ما تبقّى من الذكرياتِ أطلّ عليكم من الأبديّة ثمّ أعود ............................... ........................................... أنا الآن إبنُ عناصركم في مياهِ الندى أمرّ على بيتكم مصغيا للغناء و ألقي التحيّةَ من شرفتي أقطفُ الآنَ ضوئي أطلّ عليكم من الأبديّةِ ثمّ أمرّ......