... حين قلنا في وقت سابق أنّ عبد السلام شمام لا يصلح أن يكون رئيسا للجنة التحكيم فإنّنا كنّا نعي حقيقة كلّ سطر كنّا كتبناه. للحقيقة والتاريخ، وحين قلنا أنّه لا يصلح فمن باب إدراكنا لكون فاقد الشيء لا يعطيه ثمّ إنّ القطاع عرف الكثير من المنزلقات نحو اسوإ الحالات بعد مرحلة سوداء قضاها في ادارته الباش مهندس علي بالناصر نعم نعود الآن بعد التصريحات العديدة لعبد السلام شمام هنا وهناك والتي ظهرت هذه الأيّام وكأنّها كانت للزينة أو لإبعاد الشبهات عنه والحال أنّ ملف التحكيم التونسي مثقل بالتجاوزات التي تبدأ بالتعيينات لتصل إلى حدود مصداقية الأشخاص الذين يتولون ادارة أموره (!). وحتى لا نبتعد كثيرا عن أصل الموضوع فإنّنا سنكتفي اليوم بالتوقف أمام الإخلالات الشكلية للجنة التعيينات التي قال شمام أنّها تتكوّن من محمد الصالح بن ميلاد وحسين حشاد والناصر كريم وشمام نفسه (وهذا يعني فيما يعني ضمنيا أنّه عنصر مؤثر وليس عنصر محايد) كلّ هذا لا يعني شيئا أمام السر الذي كشفه على أعمدة الشروق ليوم الاثنين 7 ديسمبر 2009 حين قال أنّ لجنة التعيينات تضمّ 4 أشخاص... وأحيانا نتجاوز قرابة الساعة لتعيين حكم من الحكام، أقول هذا للتأكيد على أنّ عبد السلام شمام ليس مسؤولا لوحده عن التعيينات، أمّا فيما يخصّ المصداقية والنزاهة فلعلي أفاجيء الشارع الرياضي إذ قلت أنّ التعيينات الخاصة بالمباريات الكبرى تمّت منذ الصائفة الماضية وتحديدا منذ 26 جويلية. إلى حدّ هنا قد تبدو الأمور عادية بالنسبة للمتتبع العادي لتعيينات كلّ الجولات لكن ما يثير الدهشة حقّا أنّ حكام القائمة الدولية لم يعوّل عليهم في المواجهات الساخنة (؟) بل العكس هو الذي حصل بما أنّ مسؤولي النوادي الكبرى واصلوا مطالبتهم بتعيين هذا الحكم ورفض ذاك وهنا يكمن الخطر الحقيقي في كرتنا وإلاّ ما الداعي لتعيين محمد سعيد الكردي على سبيل المثال لمباراة الترجي الرياضي وشبيبة القيروان ثمّ بعد أسبوع واحد وجدناه معيّنا للإفريقي وأمل حمام سوسة، أمّا عن لماذا فهي لفعل السؤال الانكاري ستتعدّد إلى حدّ الملل (؟) لكنّ الذي أعرفه وأنا متيّقن منه أنّ التعيينات في غالبية الأحيان لا تخضع لأي مقياس سوى مقياس الطلب المسبق لذلك لا عجب في أن تكون النتائج محسومة كذلك (؟) وبطولة تُدار هكذا أمورها فهي بالطبع ستكون مملّة. صاحب الضمير رشيد بن خديجة وبعد الذي قيل في برنامج بالمكشوف وفي ظلّ تعثّره وتلعثمه في الدفاع عن نفسه وجدناه صباح الاربعاء مرابطا بمقر الجامعة بما أنّه قدم للعاصمة طلبا للحماية ممّن تعوّد أن يكون في جلبابهم! وهذه واحدة من »بلايا الكرة التونسية« لكنّ أهم ما قرأته لرشيد ذلك التصريح الذي أكّد فيه بعده عن التعيينات لكن ما رأي سي رشيد لو قلت له أنّ بصماتك موجودة سواء من خلال اتصالك بمن يعيّنون أو من خلال مطالبة رؤساء النوادي بوضع هذا الاسم أو غيره وخير مثال على ذلك وضع مكرم اللام لمباراة النادي البنزرتي والترجي الرياضي فهل كان الحكم المناسب للمباراة المناسبة حتى ولو كان غيابه عن ادارة مباريات الترجي الرياضي لمدّة عام وتحديدا منذ مباراة الملعب التونسي لو لم تكن الضامن (؟). في باب اللخبطة منذ انسحاب محمد الجباهي ومن كانوا معه في لجنة المراقبين ومن نعني غير جلال الفالح ومنير الرياحي وحمودة الداموسي وهذه اللجنة في سُبات عميق بما أنّ المتكلّف بإدارة أمورها هو المدير التنفيذي ومن نعني غير الناصر كريم هذا الذي نجده كذلك في لجنة تعيينات الحكام فهل هذا عادي؟ فأين تفريق السلطات واللجان عن بعضها البعض أمّا عن الأخطاء وتدخلات الكاتب الاداري عنتر الورغي فحدّث ولا حرج الغريب أنّ سي عبد السلام شمام يتشدّق بالإنجازات والنجاحات والحال أنّها على أرض الواقع غائبة. لجنة الامتحانات والتي يترأسها الدكتور محجوب محجوب ونجد فيها عزالدين الشعباني وبوبكر ذويب تعودت الاقتباس وعلى الإتيان بالمواضيع للإمتحانات وذلك بالإعتماد على مواقع عديدة في الأنترنات لكن يبقى أهم موقع هو موقع الجامعة الفرنسية (؟). الأكيد أنّ شمّام لا علم له بالحكاية (!) نصل الآن إلى لبّ الموضوع لنكشف بدورنا عن سرّ وهذا طبعا يدخل في باب الأمانات بما أنّ سي شمام ومن أهم مطالبه لمواصلة البقاء، التخلّي عن رشيد بن خديجة (المعيّن بورقة من ادارة الرياضة في عهد الوزير السابق عبد اللّه الكعبي) ومراد الدعمي الرئيس الحالي للجنة حكام الشبان وهي لجنة بالاسم فقط بما أنّ صالح الرجي انسحب منها منذ أسابيعها الأولى وهذا يعني فيما يعني أنّ الدعمي يعيّن كما يشاء في غياب الرقيب (؟). اللجنة الفرعية للتنسيق مع الرابطات والتي وضعوا فيها الهادي السعودي وعلالة المالكي وفتحي بن سالم ظلّت دون نشاط منذ سنة تقريبا فعن أي عمل للجان يتحدّث سي شمّام ويعدّد انجازاته؟ ومن الأسماء الأخرى التي يريد شمام التخلّي عنها الحبيب ناني هذا الذي نجده يصول ويجول في بطولات الهواة بما أنّه يعمل بمفرده والفردانية في رياضتنا تفتح الشاهية على كلّ الاحتمالات حتى وان كانت للخروج عن الثنيّة وما أكثر هذه الثنايا (!). أمّا الاسم الرابع المطروح على طاولة الابعاد فهو العروسي المنصري رئيس لجنة تحكيم رابطة تونس والوطن القبلي وهي كذلك واحدة من اللجان الورقية (!). إلى حدّ هنا أعتقد جازما أنّني قدّمت للسادة القرّاء حقيقة وضع مأساوي للجنة كان من المفروض أن تكون المتنفّس الحقيقي لكرتنا ان لم نقل واحدة من شرايينه النقية بما تنشره من قيم العدالة والنزاهة والحياد... ولكن إلّلي فات سي عبد السلام شمام وما تبقى من المكتب الجامعي الحالي أنّ كرتنا مريضة ومرضها يكمن في من يتولّون ادارة أمورها (!).