انعقد يومي 11 و12 ديسمبر الجاري بإحدى النزل »بقمرت« مؤتمر الجامعة العامة للكهرباء والغاز برئاسة الأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الدواوين والمنشآت العمومية واتخذ المؤتمر شعارا له : »الستاغ عمومية يساوي الطاقة في المتناول« وهو تأكيد على حرص أبناء الشركة التونسية للكهرباء والغاز على أن تبقى مؤسستهم عمومية، وطنية بعيدا عن أي تخصيص وهي المسألة التي أثارت الكثير من الجدل داخل المؤتمر خصوصا بالإرتباط مع وجود مشروع لبناء مولد كهربائي خاص بمدينة بنزرت وهو ما يشير الى أن الفترة القادمة ستكون محفوفة بالتخوفات والنضالات تجاه مثل هذه المشاريع . وفي هذا الإطار كشف التقرير الأدبي للمؤتمر عن هذه الهواجس بالاشارة الى وجود شبح التفويت في وحدات الإنتاج للخواص عن طريق اللزمة وأبرز التقرير أن الوحدة المزدوجة المزمع إقامتها ببنزرت لها انعكاس سلبي على الموازنات المالية للستاغ وسوف يطال كل الجوانب المهنية والاجتماعية للمؤسسة وكذلك إنتدابات الأعوان . وكان المؤتمر حقيقة مؤتمر ملفات رغم بروز »معارك« انتخابية وتنافسية شديدة، لكن كل الملفات التي تهم مستقبل الشركة كانت محل تساؤل وانشغال المؤتمرين والمتدخلين . وكان ملف الأعوان الوقتيين داخل الشركة محل حديث النواب حيث تمت المطالبة بتطبيق محضر الجلسة الممضى مع مديرية الموارد البشرية والشؤون القانونية. ومن أهم الملفات التي تعرض لها النواب »الستاغ انترناسيونال« حيث تم التأكيد على أنها إضعاف لمقدرات الشركة الانتاجية ولتنمية مواردها المالية حيث لم يعد لشركة التونسية للكهرباء والغاز أي دور في تقديم بعض الخدمات للغير والتي كانت تغذي خزينتها بالموارد المالية ولكن مع دخول »الستاغ انترناسيونال « أصبح هناك غموض في دورها وتعاملها مع العمال المباشرين إضافة الى إعادة تشغيلها للمتقاعدين . وتحدث النواب عن أموال الشركة المتخلدة لدى الحرفاء والتي تصل الى 170 مليار . وأبرز النواب خطورة تواصل اعتماد عمال المناولة داخل الشركة وفي مواقع عمل قارة كالمولدات الكهربائية وعملية غسيل شبكة نقل الكهرباء وهو ما يهدر أموالا طائلة كان من المفروض أن تكون لفائدة الشركة. أما في الجانب النقابي فقد أكد النواب على ضرورة تكثيف الانخراطات والاجتماعات العامة بالأعوان بكافة الجهات، كما تم التأكيد على ضرورة تنظيم ندوات تكوينية، وتكثف خلال المؤتمر الانتقا د الموجّه الى تعامل الصندوق الوطني للتأمين على المرض مع أعوان الكهرباء والغاز وقد أثيرت هذه النقطة لدى عديد المتدخلين. وتحدث النواب عن ظاهرة الافراق واعتبروه نوعا جديدا من أنواع خصخصة جوانب من أنشطة الشركة والحد من الانتدابات وضرب المكاسب المهنية والاجتماعية للعمال المباشرين. وتطرق النواب الى وضعية الصندوق الاجتماعي ووجود عقليات داخل الادارة ترفض التعاون مع الطرف النقابي، وتم الحديث بإطناب عن حوادث الشغل وتم ابراز وجود نواقص رغم الاضافات الايجابية التي تم القيام بها. ومن بين هذه النواقص وجود مناشير وقوانين لم تعد تتماشى مع تطور الحياة المهنية والاجتماعية والصحية بالشركة بل أصبحت عائقا كبيرا أمام كل تقدم مهني واجتماعي للأعوان . مثل المؤتمر إذن محطة جديدة داخل »الكهرباء والغاز« لإبراز الثراء الموجود داخل القطاع، ورغم بروز صراعات وحملات انتخابية داخل المؤتمر إلا أنها كانت في مستوى عال من التحضر، في اطار النقاش المستفيض والرأي والرأي المضاد لم يفسد للود قضية وقد قدم كافة أعضاء المكتب المتخلي ردودا على استفسارات النواب. وفي هذا الباب أكد الأخ ساسي بالضياف الكاتب العام المتخلي العمل الذي قامت به الجامعة بمعية النقابات الاساسية والفروع الجامعية من أجل تحسين الأداء النقابي وتطويره . وأبرز الدور الذي اضطلعت به الجامعة للدفاع عن حقوق وكرامة أبناء »الستاغ« في كافة الجهات دون استثناء. وتحدث الأخ الكاتب العام عن أهم القضايا المطروحة على القطاع كالخصخصة والافراق والتأمين على المرض مبينا أن القادم سيكون محفوفا بالمخاطر وبالتحديات أمام وجود بوادر لخصخصة بعض الأنشطة كأنشاء مولدات كهربائية خاصة. ودعا كافة أبناء المؤسسة الى التوحد والتفكير في مصلحة الشركة والدفاع عن ديمومتها وضمان مستقبلها. الجندوبي : سنقيّم مفاوضات القطاع العام ونسعى الى تجديد أشكال التفاوض من ناحيته حيا الأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم القطاع العام والدواوين كافة المتدخلين مبرزا نضالية هذا القطاع ودوره الطلائعي في عدة ملفات نقابية واجتماعية. كما أكد الأخ الجندوبي أهمية ما تم التطرق اليه في النقاشات حول استقلالية المنظمة مبرزا أهمية الحفاظ على هذه المبادئ كي يبقى الاتحاد قويا ورصينا . ومن ناحية أخرى أبرز الأخ الأمين العام المساعد أن الاتحاد سيبقى دوما مدافعا عن الديمقراطية والحريات العامة والفردية ومتمسكا بحقه في الإعلام وفي حصة إذاعيّة وتلفزيّة. كما أكد على حق جامعة الكهرباء والغاز في تكوين نقابي هادف بما يساعد على تحسين أداء النقابات ويطور نضاليتها. وأبرز الأخ المولدي الجندوبي ما تم القيام به خلال الجولة الأخيرة للمفاوضات الاجتماعية في القطاع العام من أجل تحقيق مكاسب لفائدة أعوان القطاع وذلك من خلال صياغة جديدة للبلاغ المشترك بين الحكومة والاتحاد، وأوضح الجندوبي حرص القسم الذي يشرف عليه على تقييم ما تم التوصل إليه من نتائج والاستماع الى آراء النقابيين وسيكون هذا التقييم من خلال ثلاث ندوات إقليمية من أجل تجديد أشكال التفاوض وتعزيز مكاسب الأعوان .