انعقد يوم 12 أفريل الجاري بدار الاتحاد المجلس القطاعي للكهرباء والغاز برئاسة الأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الدواوين والمنشآت العمومية. وقد تضمّن جدول الأعمال ملفين اثنين هما النظام الجديد للتأمين على المرض والمفاوضات الاجتماعية القادمة. وكان الأخ المولدي الجندوبي قد أكّد أهمية ملف التأمين على المرض، مذكرا بمراحل التفاوض التي انطلقت منذ سنة 1996، مبرزا بالخصوص الدور الفعّال الذي قام به الاتحاد دفاعا عن تأهيل القطاع الصحي العمومي وعن خارطة صحية عادلة. وجدّد الأخ الجندوبي تأكيد تمسّك الاتحاد خلال المفاوضات مع سلطة الاشراف بالحقوق المكتسبة للقطاعات منوّها في هذا الباب بما قامت به الجامعة العامة للكهرباء والغاز من تحرّكات أفضت إلى جلسة عمل المسؤولين عن هذا الملف وقد أفضى ذلك إلى مراسلة من المدير العام للضمان الاجتماعي أكدتا على محافظة أعوان «الستاغ» على حقوقهم المكتسبة. من جهة أخرى، ولدى حديثه عن المفاوضات الاجتماعية القادمة أكّد الأخ الأمين العام المساعد حسن استعداد الاتحاد لهذه المفاوضات حيث تمّ اعداد كل التراتيب لانجاح هذه الجولة مشدّدا على أنّها لن تكون كسابقاتها خصوصا مع تدهور المقدرة الشرائية للمواطن. وحول استراتيجية الاتحاد خلال المفاوضات القادمة بيّن أنّ مجمع القطاع العام اتفق على التركيز على دفع الحوار الاجتماعي وتكريس العمل اللائق وتحسين الأوضاع المادية والترتيبية للأعوان العموميين. وأشار الأخ المولدي الجندوبي الى وضعية الأعوان المتعاقدين داخل مؤسسات القطاع العام وبروز أشكال المرونة والمناولة، مؤكدا أنّ المفاوضات القادمة ستنظر في هذه الملفات، وحذّر كذلك من الامضاء المتسرّع للاتفاقات، منوّها في نفس الوقت بالبلاغ المشترك الذي جاء على غاية من الأهمية ويعبّد الطريق أمام العمّال. ودعا الأخ المولدي الجندوبي النقابيين كافة إلى تقوية الصفوف من أجل انجاح هذه الجولة الجديدة من المفاوضات مشيرا إلى أنّ النقابيين مع مراعاة الظروف الاقتصادية للمؤسسات لكن ذلك لا يعني التفريط في مكتسبات القطاع العام. وانتهى بالقول إلى أنّ النقابيين وطنيون ويدافعون عن ازدهار بلدهم لكنّهم يطالبون أيضا بنصيب العمّال من التنمية. وكان الأخ ساسي بالضياف الكاتب العام للجامعة العامة للكهرباء والغاز قد تحدّث عن التحرّكات التي قام بها القطاع دفاعا عن حقوقه المكتسبة في اطار النظام الجديد للتأمين على المرض متوجها بالشكر إلى النقابات الأساسية كافة التي تجاوبت مع تحركات الجامعة ممّا أثمر نتائج ايجابية كما توجّه بالشكر إلى المكتب التنفيذي الوطني الذي وقف مع الجامعة. وأكد الكاتب العام للجامعة الاستعداد التام للمفاوضات الاجتماعية التي تستدعي تجنيد الطاقات كافة من أجل تحقيق زيادات في الأجور تغطّي الارتفاع المتواصل للأسعار. وتعرّضت كلمة الجامعة في المجلس القطاعي إلى عديد المسائل وبرز بالخصوص العمل الذي تقوم به النقابات دخل الستاغ على مستوى تحقيق المكاسب والاطلاع على كل الجوانب الدقيقة للمؤسسة. وقد أبدت الجامعة تخوفاتها من النظام الجديد للتأمين على المرض وعرّجت على مستقبل المؤسسة في ظل تحديات عديدة تنتظرها نتيجة غلاء الأسعار وتأثيره السلبي في المؤسسة وأمام هذا الوضع رأت الجامعة ضرورة طرح ملف ديمومة الشركة وتحديد وسائل الانتاج وتطوير خدماتها وعلاقتها بالحريف مع الدوائر المسؤولة. وفي هذا الاتجاه أكدت الجامعة أهمية أن تكون البرامج المستقبلية للشركة المرتبطة بتحديث وتطوير وحدات انتاج الكهرباء بالبلاد بعيدا عن فكرة اللزمة والاستثمار الخاص وعملية الشراكة التي مازالت مجهولة النتائج. كما لاحظت الجامعة وجود افراط في مناولة الأنشطة الأساسية للشركة والتي تكاد لا تبقي شيئا اسمه اختصاص أعوان الكهرباء والغاز، كما أوضحت وجود افراط في استعمال اليد العاملة الوقتية التي أصبحت تشغل عديد المراكز القارة بل تجاوزت ذلك بكثير حيث أنّ العون الوقتي أصبح اليوم يمثّل الواجهة الأولى للشركة لدى الحريف باعتبار أنّ العديد منهم يشغل رافع عدّاد وموزّع فواتير. وطرحت الجامعة مشروع الافراق معتبرة ايّاه سيفا ذا حدين. وشهد المجلس القطاعي مداخلات عديدة ارتكزت بالخصوص على التأمين علي المرض وبرزت معه تدخلات نارية وصلت في بعض الأحيان إلى دعوة بعض الاخوة إلى عدم المشاركة في المشروع الاّ أنّ تدخل الأخ المولدي الجندوبي وضّح عديد النقاط التي لم تكن جلية. وفي هذا المجال تمسّك المجلس القطاعي بحقوقه المكتسبة في المجال الصحي من طب مؤسسة وتعاونية حسب ما ينصّ عليه النظام الأساسي الخاص بأعوان الكهرباء والغاز اجراء ومضمونا كما هو جاري به العمل قبل الدخول في نظام التأمين على المرض . وأكد المجلس ضرورة ابرام اتفاق يتضمّن الحقوق الصحية للأعوان اجراء ومضمونا مع جميع الأطراف المعنية وطالب المجلس كل الأطراف للتفاوض في شأن هاتين النقطتين قبل انطلاق نظام التأمين على المرض مهدّدين بالدخول في اضراب احتجاجي. وبخصوص المفاوضات الاجتماعية دعا المجلس إلى ربط الزيادات في الأجور بتدهور المقدرة الشرائية والارتفاع المتزايد للأسعار. وأكد المجلس ضرورة فتح الانتدابات لسدّ الشغورات والحدّ من الالتجاء إلى الأعوان الوقتيين وتمّت المطالبة بفتح الافاق للأعوان. كان المجلس القطاعي ساخنا على مستوى التدخلات الخاصة بالتأمين على المرض وبرز تمسّك شديد بمكاسب الأعوان، وما بعث إلى نوع من الاطمئنان مراسلة السيد الأسعد زروق المدير العام للضمان الاجتماعي التي أكدت أنّ أعوان الشركة سيحافظون على حقوقهم المكتسبة من طب مؤسسة وخدمات التعاونية وبنفس الاجراءات المعمول بها قبل دخول النظام الجديد حيز التنفيذ وذلك على غرار بقيّة الأعوان المنتفعين بأنظمة للتكفّل بالخدمات الصحية المنصوص عليها بالنظام الأساسي لبعض الأصناف من الأعوان العموميين وبمقتضى أحكام قانونية أو ترتيبية.