إنّ تراكم المشاكل في قطاع التربية والتعليم بجهة القيروان عموما وبجهة العلا خصوصا دفع أساتذة المعهد الثانوي بالعلا إلى إنجاز اعتصام عام بالمعهد المذكور انطلق من الساعة الرابعة من مساء يوم 2009/12/14 وتواصل إلى غاية الساعة الثانية من صباح يوم 2009/12/15 بعد استنفاذ كل الطرق المشروعة ودعوات الطرف النقابي المتكرّرة إلى إعتماد أسلوب الحوار الجاد والمسؤول لتجاوز هذه المشاكل وتنصّل ثلاثة من المديرين الجهويين للتربية والتكوين السّابقين من إلتزاماتهم ووعودهم المتكرّرة لتجاوز هذه الإشكاليات أمام النقابة الجهوية وقد حضر هذا الإعتصام عن الإدارة الجهوية للتربية والتكوين السيد المدير الجهوي والسيد رئيس مصلحة التعليم الثانوي وعن الطرف النقابي الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان والاتحاد المحلي بحفوز والنقابة الجهوية للتعليم الثانوي والنقابة الأساسية بالعلا. وبعد الإستماع إلى تفاصيل مشاغل الأساتذة بالجهة تبيّن أنّ هناك إشكاليات تعني السلط المحليّة والجهويّة وأخرى هي من مهام الإدارة الجهويّة وبناء على ذلك تمّ تحرير محضر اتّفاق أمضت عليه كلّ الأطراف الحاضرة ويتضمّن نقطتين: 1) عقد جلسة عمل عاجلة على المستوى الجهوي تجمع بين الطرف النقابي والسلطة الجهوية والمحليّة والإدارة الجهويّة للتعليم يوم الثلاثاء 2009/12/15 مساء للنظر في: توفير السلط الجهوية والمحليّة لقطعة أرض لبناء معهد ثانوي بالعلا يخفّف من ظاهرة الإكتظاظ. العمل على تغيير موقع إنتصاب السوق الأسبوعيّة الموجود حاليّا حول المعهد الثانوي لتجنّب تأثيرات ذلك على السير العادي للدّروس وعلى نفسية الإطار التربوي. توفير الحماية الأمنية للأسرة التربوية والتلاميذ أمام المؤسسات التربوية بالجهة. توفير الإنارة بشوارع المؤسسات التربوية. 2) عقد جلسة عمل مع الإدارة الجهوية للتربية والتكوين والنقابة الجهوية للتعليم الثانوي والنقابة الأساسية بالعلا للنظر في المشاكل ذات الصلة بالإدارة الجهوية من تجهيزات واكتظاظ وجداول الأوقات وتجاوزات بعض مديري المؤسسات التربوية بمنطقة العلا وذلك يوم الخميس 2009/12/17 على الساعة الحادية عشر صباحا وبناء على ذلك تمّ فك الإعتصام حوالي الثانية صباحا من يوم الثلاثاء 2009/12/15. ونظرا لعدم التزام السلط الجهوية والمحلية بعقد الجلسة الأولى المتفق عليها دخل الأساتذة من جديد في اعتصام بالمعهد الثانوي بالعلا انطلاقا من الساعة الثانية بعد زوال يوم الثلاثاء 2009/12/15 وتحول من جديد الطرف النقابي إلى المؤسسة المذكورة ممثّلا في الاتحاد الجهوي والنقابة الجهوية للتعليم الثانوي والإتحاد المحلي بحفوز وأبرقت النقابة العامة للتعليم الثانوي لدعم تحرّكات الأساتذة المؤطرة من النقابة الأساسية بالجهة وحضر عن الطرف الإداري المدير الجهوي للتربية والتكوين والمدير الجهوي المساعد المكلف بالتعليم الثانوي والمدير الجهوي المساعد المكلّف بمصلحة الامتحانات. وتمّت جلسة عمل بين الطرف النقابي والطرف الإداري رفض استمرارها الطرف النقابي في ظلّ غياب السلط المحليّة بالجهة المعنية بحل الإشكاليات المطروحة في النقطة الأولى من محضر الاتفاق المذكور أعلاه وأصرّ الأساتذة على مواصلة اعتصامهم حتى تستجيب السلط المحلية لعقد هذه الجلسة. وبتدخل من الأخ الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بالقيروان وبعد اتصاله بالأخ الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل واصرار الأساتذة على مواصلة الإعتصام استجابت السلطة المحلية لعقد جلسة عمل بحضور كل الأطراف المذكورة سابقا غير أنّ السلط المحلية أصرّت على عدم تجاوز الإشكاليات المطروحة وعدم الإمضاء على محضر جلسة مكتفية بالوعود الشفوية وهو ما دعا الأطراف النقابية والقاعدة الأستاذية الى التمسّك بمواصلة الإعتصام لليلة ثانية (15 و16 ديسمبر 2009) إلى أجل غير محدود داخل المعهد في انتظار استجابة السلط المحلية لمطالبهم المشروعة والإمضاء على محضر جلسة تتعهّد فيه الأطراف المعنية من سلطة محلية وادارة جهوية للتربية والتكوين بتجاوز هذه المشاكل وعلمت الأطراف المعتصمة من هياكل نقابية وقواعد أستاذية بإمكانية التحاق النقابة العامة للتعليم الثانوي بالمعتصمين الذين قد يكون وصولهم في فترة متأخّرة من صبيحة يوم 2009/12/16 رغم انشغالها بالاعداد لمؤتمرها العام المزمع انعقاده مطلع الشهر المقبل، كما وجد النقابيون المعتصمون دعما معنويا لا محدودا سواء بالإبراق أو الحضور من مختلف القطاعات بالجهة وخارجها.