مما ورد ضمن الموقع الرسمي للاتحاد العام التونسي للشغل في التعريف بقسم الدراسات والتوثيق أنه قسم يسهر على بناء تقارير وبرامج مصادق عليها من قبل الهياكل المسيّرة للإتحاد على إنجاز وتوثيق هذه الدراسات والبحوث سواء الاستشرافيّة العامّة منها أو القطاعيّة وبالخصوص الاقتصاديّة والاجتماعيّة ويسهر على إعداد مشاريع الدراسات التي يعتزم الإتحاد عرضها على من يهمّهم الأمر من سلط وأصحاب مؤسّسات يسعى لتوثيقها ويصدر سلسلتين الأولى تحليليّة تحت عنوان «رؤى عمّاليّة» والثانية موجهة للمساعدة على اتخاذ القرار تحت عنوان «مذكرة المفاوض». هذا التعريف المُوجز قد يغمط حق القسم الذي يشبه خلية نحل لا تكل ولا تمل من إنتاج المعرفة ومراكمة التصورات والاقتراحات العملية الرصينة ذات المنطلق الواقعي والأفق الاستشرافي، فما يطرحه قسم الدراسات والتوثيق يُعتبر مشروعا وطنيا بامتياز لمَ يكتسيه من صبغة تنويرية تُشع على كامل البلاد أرضا وشعبا، والبعض من ينكر قيمة هذا المشروع لا يتواني في الاستئناس بنتاجاته المعرفية ومعطياته العلمية وخاصة تصوراته ومقترحاته في السر وفي العلن... والمتأمل في بعض العناوين من الاضمامة الأخيرة للكتب الصادرة عن القسم مثل «قراءة في البرنامج التوجيهي للإصلاح التربوي» و»قطاع النسيج والملابس في تونس وتحدي إعادة إدماج العمال» و»الجباية في تونس ومسالة التكافل الاجتماعي» و»صناديق الضمان الاجتماعي في تونس:الواقع والآفاق» و»نتائج المفاوضات الجماعية في القطاع الخاص وآفاق تطويرها» و»مقاربة نقابية للإجابة عن إشكاليات التنمية بولاية الكاف» وفي مشاريع الدراسات التي هي في طور الانجاز أو وضع اللمسات الأخيرة مثل الوثيقة الوقتية التي اعتنت بواقع ورهانات التنمية بولاية سيدي بوزيد، والدراسة التي في طور الانجاز عن واقع التنمية بولاية قفصة... والدراسة التي ستنجز عن ولاية القصرين... كلها تتميز بالنوعية والإضافة لأنها تُنجز على أساس التشخيص العلمي والبحث المنهجي من جهة، ومن جهة ثانية تطرح رِؤى إستشرافية تقدم مقترحات وتصورات تبتعد عن المثالية وتنأى عن الشعاراتية والتهويمات العائمة، إذ تعتمد على الدراسات والوثائق والبيانات الرسمية وتقوم بالزيارات الميدانية واللقاءات مع المسؤولين... والأهم من كل ذلك أن هذه الدراسات لا تقصي أحدا ولا تفضل جهة على أخرى ولا تميز قطاع على آخر... بقدر ما تستنير في تمشيها بمصالح القطاعات الهشة والفئات المُنحشرة في عربة الفقر والتخلف والحرمان، تلك العربة الواقفة والتي لا تأبى التحرك من مكانها... والى جانب نخبة الأساتذة والباحثين الجامعيين الذين يُراكمون «الثروة المعرفية والعلمية» للاتحاد العام التونسي للشغل، وتفاني فريق المتابعة والتنسيق بالقسم في توفير كل المستلزمات والشروط اللوجستية لإنجاح أي جهد معرفي مقرر، فإن المسؤول عن القسم، لا يتردد في كل مرة من التذكير بأن الأشخاص إلى الزوال ذاهبون، وما سيبقى هي «بُؤَر النور» التي تجتهد لفتح كوة على العتمات المنتشرة هنا وهناك... إن هذه الدراسات والمنجزات العلمية والأكاديمية التي ينجزها قسم الدراسات والتوثيق، إلى جانب منشورات قسم التشريع والنزاعات وقسم التثقيف النقابي والتكوين العمالي، لا تعزز المكتبة النقابية فقط، وإنما تثري المكتبة الوطنية، وجاحد من يقول عكس ذلك، لأنها تُفكك وتحلل وتطرح الفرضيات لتساهم في بناء تونس أخرى لكل التونسيين، تونس العدالة الاجتماعية، تونس لكل التونسيين من دون استثناء وهذا هو عمق الاتحاد العام التونسي للشغل، اتحاد يبني الوطن بالفكر والساعد...