القطاع.. «الرقاب».. «البرواط».. «المدّاد».. «القلام».. قد نبحث عن معنى لهذه المصطلحات التي قد نجدها في أعماق توزر حيث واحات النخيل وحيث نرى «القطاع» يحنو على النخلة فيقطف العرجون ويمدّه الى «الرقاب» الذي يمدّه بدوره الى «المداد» ويليه «اللقاط» و«البرواط» الذي ينقل التمور الى مكان فرزها.. تتكرّر العملية من نخلة الى أخرى والسواعد لا تتوقّف عن العطاء.. معرفة هؤلاء عن قرب ليست متاحة دون زيارة ميدانية وهو ما بادرت «الإعلان» الى القيام به في مواكبة لموسم جني التمور موسم جني التمور إحتفال كبير يعيشه أهل توزر ويتطلّع من خلاله التوزري الى «العيشة الكريمة» خاصة وأن النخلة الواحدة تشغّل ما بين 7 و8 من اليد العاملة والتونسي عموما يحبّذ هذا الموسم لما يوفّره من منتوجات وينتظرها الأجنبي ليصنّعها خاصة وأن 1/3 التمور التي تسوّق على المستوى العالمي هي تمور تونسية والتمور التونسية مطلوبة في الأسواق العالمية وهو ما أكده المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية السيد البشير دادي بولاية توزر. موسم قدر ب42 ألف طن وقد قدّر الإنتاج لموسم 2010-2009 بولاية توزر ب42 ألف طن مقابل 40 ألف طن للموسم الفارط 2009/2008 بزيادة تقدّر ب٪5. وتجدر الإشارة الى أن المساحة الجملية للواحات هي 2932 هك منها 2556 مروية ويوجد بها حوالي 492413 نخلة منها 331116 أصل دقلة نور والبقية فهي عليق وأخوات ومطلق منتج وغير منتج وإجمالا تنتج الواحات بتوزر حوالي 260 نوعا من التمور. وبعد جني التمور وفرزها تأتي مرحلة الخزن لحماية المنتوج وفي هذا الإطار تقوم لجنة جهوية بمعاينة مخازن تجميع التمور وقد بلغ عددها 75 مخزنا وذلك للتحسيس بضرورة تطبيق التوصيات المنصوح بها من قبل المصالح المختصّة بالمندوبية الجهوية للفلاحة من أجل الحصول على التمور ذات الجودة العالية وهو ما وضّحه السيد يوسف العزابو رئيس دائرة الإنتاج النباتي. ومن الأصناف التي تقبل التخزين على طول السنة هي دقلة النور رغم أن قيمتها الغذائية لا تختلف كثيرا عن بقية الأصناف الأخرى حسب السيد علي زوبة رئيس المركز الجهوي للبحوث الفلاحية الواحية. عسل التمر يتمّ إستهلاك التمور في ولاية توزر في حالتها الأولى أي أنه لا يقع توظيفها في كثير من الأكلات بل الدارج أكل التمر مع الحليب أو «تحويله الى العبّود» (وهو عبارة عن عجينة التمر تسوى في شكل مستطيلات) أو مقروض القيروان. أما على مستوى تصنيع التمور فقد سجّلنا مبادرات في استخراج المعجون والعسل من التمور غير أنه تبقى مجالات تصنيع التمور محدودة رغم أن البحوث العلمية تؤكد إمكانية تحويل التمر الى عدة منتوجات أخرى نظرا لإحتوائها على كمية هامة من السكر بإعتباره مادة قابلة للتحويل على مستوى واسع وهو ما أثبته السيد على زوبة مضيفا انه يمكن إستخراج «الكحول والخميرة» من التمر. التقلّبات المناخيّة تظلّ جودة التمور مرتبطة إرتباطا وثيقا بالظروف المناخية التي سترافق مختلف مراحل النّضج فقد أثرت الأمطار الأخيرة التي تمّ تسجيلها إبتداء من غرّة سبتمبر الفارط وخاصة بولاية توزر والتي تعتبر استثنائية بتمغزة (90 مم) على صابة التمور ففي معتمدية توزر تضرّرت صابة التمور المسجّلة بنسبة ٪5 وفي تمغزة بنسبة ٪30 إلا أن ذلك لا ينفي تقدّم نسبة نضج التمور وخاصة منها صنف الدّقلة ب٪75 في الواحات الجديدة و٪55 في الواحات القديمة فالتمور جيّدة من حيث الحجم والنوعية لكن الحصيلة الهامة المسجّلة رغم التقلبات المناخية لم تجعل المركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية يتردّد عن مواصلة البحث عن الطرق المناسبة لحماية الصابة من العوامل المناخية. وتتمثل الحماية في تنويع الإنتاج والحفاظ على عدّة أنواع أخرى مهدّدة بالتلاشي وفي وجودها تحقيق للتوازن فمن التمور ما يمكنه التلاؤم مع المناخ بشتى تقلباته.. وللحفاظ على هذه الأنواع يقوم المركز بتكثيف الأصناف المتذكّرة مثل صنف «دقلة الباي» في الواحات وهي طريقة بيوتكنولوجية تقوم على زراعة الأنسجة في ضيعة أصناف تحتوي أكثر من 100 صنف ومن أصناف التمور ما ليس له قيمة تسويقية ولكنه ذو قيمة جينية. «سوسة» النخيل الحمراء؟ بالإضافة الى دودة التمر التي تهدّد جودة الصابة والتي توقّت منها توزر من خلال تغليف العراجين بالناموسية هناك آفة أخرى تهدّد الإنتاج وهي سوسة النخيل الحمراء التي تنشأ في جذع النخيل وتفتكّ به.. ومن حسن الحظّ أن بلادنا لا يوجد بها هذا النوع من السوس نظرا للمعاينة المتواصلة والحماية المكثّفة.. ومن أشكال الحماية الأخرى هي المكافحة البيولوجية من خلال استعمال حشرات ضدّ حشرات ضارّة.. وقد انطلقت التجربة في موسم 2009/2008 وهي متواصلة نظرا لفاعليتها بعد تطبيقها على 1000 هك في بداية المشروع وطبّقت في 2009 على 2000 هك