هي مواطنة تونسية متزوّجة ولها بنت، زوجها مدير بفرع بنكي، صاحبة مؤسسة مختصة في تنظيم «الرالي» كانت حياتهاعادية لكن حادثة قلبت حياتها رأسا على عقب وجعلتها تعيش كابوسا إسمه «العنف اللفظي والمادي» ومن حسن حظّها أن موقف الرئيس زين العابدين بن علي كان حازما وجاء ليؤكد مرة أخرى إستقلالية القضاء التونسي رغم أنالعديد من المشكّكين والسياسيّين طالبوا بإطلاق سراح بن بريّك ضيفتنا هي ريم النصراوي الطالبي المتضرّرة التي شاءت الصدف أن ترميها في وجه توفيق بن بريّك الزغلامي الذي إنهال عليها سبّا وشتما وألحق بها عدّة أضرار فقط لأنها سألته عن سرّ إصطدام سيارته بسيّارتها. سؤال تبعته عدة أحداث وتطوّرات إنتهت بسجن توفيق بن بريّك 6 أشهر.. عن تفاصيل هذه الواقعة أو بالأحرى الحادث كان لنا لقاء مع السيدة ريم التي أصرّت على تتبّع المعتدي وإسترداد حقوقها. * في البداية لو تذكرينا بما حدث؟ - يوم 26 أكتوبر إتجهت الى جهة المنار لزيارة خالتي.. كنت بالسيارة بالقرب من إحدى الحضائر وفوجئت بسيارة من الأمام تصطدم بسيارتي الى درجة أني إرتطمت بالمقود، نزلت لأستفسر السائق عما حدث وإذ به يشتمني فهالني ما سمعت وعندما نظرت الى سيارتي وجدت عدة أضرار قد لحقتها فطلبت منه النظر الى ما أحدثه تهوّره وعدم إنتباهه فانهال عليّ بالضرب ودفعني بقوّة لأسقط أرضا ولم يكتف بذلك بل جذبني بعنف من قميصي ومزّق القلادة التي كنت أرتديها ولو لا تدخّل بعض العمّال الذين هبوا لنجدتي لكانت الأضرار أعمق وأحمد الله على نجاتي يومها. * هل سبق وأن إلتقيت بالمعتدي؟ - خلافا لما روّجه البعض بأن الحادث كان «مفبركا» فهذا الكلام لا أساس له من الصحّة لأني لم أسبق أن إلتقيت بالمعتدي حتى أن المكالمات التي تهاطلت عليّ للإستفسار عما حدث كنت أتساءل عن هذا الإسم؟؟ واستغربت أكثر عندما عرفت مهنته فكيف يقوم شخص بمثل هذه التصرّفات غير اللائقة وضدّ امرأة!! استغربت فالواجب يحتّم عليه التحلي بالرصانة وتوعية الناس لا الإساءة إليهم لفضيا ومعنويّا. * مباشرة بعد الحادث ماذا فعلت؟ - كأي إمرأة متضرّرة واعتدى عليها شخص مجهول بالضرب والركل توجّهت الى أقرب مركز شرطة وقدّمت شكوى ضدّ المعتدي والحمد لله أن القضاء التونسي أنصفني وحكم على المعتدي ب6 أشهر سجنا. * هل تعتبرين أن هذا الحكم قد أنصفك؟ - أنصفني وأكثر فالقضاء التونسي ضدّ مثل هذه الإنتهاكات وما أثلج صدري هو موقف الرئيس بن علي الحازم الذي أكد على إستقلالية القضاء التونسي رغم حملات التشكيك والتصريحات الأجنبية التي حاولت جاهدة التدخّل في القضية.. ولو كنت قاضيا لضاعفت العقاب على مثل هؤلاء المعتدين لأن ماحصل كان قمّة في الهمجية والعدوان. * ماذا عن الأضرار المادية والمعنويّة؟ - خضعت لعدّة فحوصات بالمستشفى وقد تسبب المعتدي في حدوث نزيف لأنه ضربني على مستوى البطن وتحصلت على شهادة طبية في الغرض تستوجب خضوعي للراحة.. هذا فيما يتعلق بالضرر المادي لكني ومن يوم الحادثة صرت أعيش الكوابيس ولم أعد أنعم بالنوم وكلما مرت سيارة بالقرب منّي أرتجف كذلك صرت أخاف من أن أتعرض للتهديدات مجدّدا أما في عملي فلم أعد قادرة على التركيز لأن ما حدث فظيع وأتمنى أن لا تتعرض له أي إمرأة في تونس. * ما رأيك في المنظّمات التي سيّست القضية؟ - أسأل هؤلاء ان تعرض أحد أقربائهم لمثل ماتعرضت له هل سيدافعون عن المعتدي؟ زوجاتهم أو شقيقاتهم مثلا؟ القضية غير مرتبطة بما تروّجه مثل هذه المنظّمات أو ما يدّعيه هذا الشخص لأنها تغالط الرأي العام وتشجّع على العنف وهو ما جعل هذا الشخص يتمادى في تصرفاته ولكني قد أكون المرأة التونسية الوحيدة التي دافعت عن حقّها وطالبت بمعاقبة المعتدي وسأواصل التتبّع الى أن أستوفي جميع حقوقي المعنوية والمادية. * وان إعتذر توفيق هل تقبلين الإعتذار؟ - للأسف رغم كل ما فعله فهذا الشخص لم يقدّم أي إعتذار عن تصرفاته لقد كان في حالة هستيريا وهمجية لا مثيل لها. حتى اني لم أرى طيلة حياتي رجل يتصرّف بتلك الطريقة.. الإعتذار لن يرجع لي كرامتي التي انتهكت وعرضي الذي لطّخه هذا الإنسان لكن الحمد لله ورغم أني لا أملك أي نفوذ أو وساطات أو سلطة