لعل تغير نظرة المجتمع ونظرة الشخص ذاته الى الجمال هو ما دفع بالكثيرين اليوم نساء كانوا او رجالا الى اجراء عمليات تجميل اما بالتصغير في الانف او التكبير في الفم أو غيرها رغبة منهم في بلوغ مقاييس جمال عالمية تكون شبيهة بمقاييس جمال النجوم وحول هذا الموضوع اتصلت الاعلان بالاستاذ علي العدواني رئيس قسم جراحة الوجه والتجميل في مستشفى شارنيكول لمدنا بالتوضيحات اللازمة والذي اكد ان نسبة الاقبال على اجراء عمليات التجميل في تزايد مستمر يوما بعد يوم وذلك نظرا لما اصبح المجتمع عامة والفرد خاصة يوليه من اهمية للجمال سيما امام العولمة التي اجتاحت جل مجتمعات العالم اليوم والتي كان لها كبير الاثر في تغير النظرة للجمال ولعل ذلك ما يفسر توجه نسبة هامة من شبابنا اليوم الى اجراء عمليات تجميل سعيا منهم للتشبة باحدى النجوم وفي هذا المجال نذكر أن شابا تونسيا أراد ان يجري عملية على انفه ليصبح مثل انف مهند دون ان ننسى العمليات التي تريد من خلالها النساء التشبه بنانسي وهيفاء .
التهيئة النفسية من جهة اخرى اكد السيد الاستاذ علي العدواني ان عمليات التجميل كغيرها من العمليات الاخرى التي من الممكن ان تحقق نجاحا بنسبة 100 بالمائة او تحقيق نجاح نسبي لذلك فان الاطباء وغيرهم من المعنيين بالامر يعمدون الى تهيئة المقبلين على اجراء عمليات التجميل وذلك بتبسيط المعلومة بالنسبة اليهم قدر المستطاع وتوعيتهم بمدى نسبة نجاح العمليه التي سيقع اجراؤها. وتبقى عمليات شفط الدهون الاكثر رواجا خاصة في صفوف النساء يليها عمليات تكبير وتصغير الثدي أما على مستوى الامكانيات المتاحة في هذا المجال فقد اكد الدكتور أن اغلب الاليات الخاصة بعمليات التجميل متوفرة ومتاحة في بلادنا مثلها مثل أغلب البلدان المتقدمة وهو ما ساهم في استقطاب عدد كبير من الاجانب لاجراء عمليات التجميل بتونس سيما امام ثقتهم الكبيرة بامكانيات وقدرات الاطباء التونسيين في هذا المجال فرق بين عمليات الترميم والتجميل كما اكد الدكتور بانه كثيرا ما يقع الخلط بين عمليات التجميل وعمليات التقويم والترميم رغم أنه يوجد فرق كبير بينهما باعتبار أن النوع الأول من العمليات هدفها الأساسي إجراء بعض التحسينات على مستوى الأنف والفم والوجنتين .... أو شفط الدهون لصقل الجسم أما العمليات الترميمية فهي تعني اساسا بازالة بعض التشوهات الخلقية او بعض التشوها البارزة نتيجة الحروق اي انها عمليات ترميمية تقويمية هدفها الاول اعادة الوظيفة للعضو المعني بالعملية أما الجانب الجمالي فيتصدر المرتبة الثانية . ماذا يقول علم النفس وقد ترتبط الرغبة العميقة في اجراء عمليات تجميل لتغيير عضو ما في الجسد او تكبيره او تصغيره سعيا منهم للتشبه باحدى النجوم المفضلة بالنسبة اليهم وليدة اضطرابات نفسية دفينة وذلك حسب ما صرح به الدكتور مصدق جبنون أخصائي نفسي مضيفا بان ذلك يعد سلوك تجميل مرضي باعتبار ان اضطراباته النفسية وعدم ثقته بنفسه كثيرا ما تدفعه الى تغيير من شكله حتى وان فشلت العملية الاولى فقد يحاول مرات اخرى الى أن يحقق النتيجة المرجوة التي قد ترضيه رغم ان تكرار هذه العمليات قد تشوهه أحيانا وتفقده بريق جماله الطبيعي غير أنهم قد يرون انفسهم في ابهى الصور وذلك نتيجة بعض الاضطرابات النفسية الكامنة بداخله وهو ما يفسر كذلك اقبال بعض الاشخاص قصد اجراء عمليات تجميل في حين ان حالتهم لا تستوجب بتاتا مثل هذه العمليات اذ تظل تخيلات وأوهام فحسب أو توجه البعض من الرجال لاجراء عمليات تجميل متتالية سعيا منهم الى التشبه بالنساء وتقليدهم تقليدا اعمى . وأضاف الدكتور أن أكثر فئة من شأنها ان تلجأ الى عمليات التجميل هي فئة المراهقين باعتبار أن المراهق في تلك الفترة في حالة اضطراب ويسعى إلى إيجاد نفسه والى التعديل من جسده ارضاء لنفسة وللمجتمع الذي من حوله فتكون رغبته في اجراء عمليات تجميل للتشبه باحدى النجوم العالمية امرا طبيعيا في سنهم هذا باعتبارهم في فترة البحث عن ذواتهم . من جهة اخرى أكد الدكتور مصدق أنه وفي صورة تعلق الأمر بعمليات الترميم فمن الافضل وان سمحت الامكانيات طبعا اجراؤها اما قبل سن المراهقة اوأثناءها وذلك تجنبا لاي اضطرابات نفسية من شأنها ان تصيب الطفل وتضل حاجزا على المدى البعيد . وبين هذا وذاك فقد يتمسك البعض باجراء عمليات التجميل لكونها في نظرهم مقياسا من مقاييس الحداثة والتفتح في حين قد يرفض البعض الاخر مثل هذه العمليات تمسكا منهم بعاداتهم وتقاليدهم ومبادئهم