مع انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم التي تدور فعالياتها حاليا في أنغولا وبعد الشروط المجحفة والتعجيزية التي وضعتها قناة الجزيرة أمام القنوات التلفزية التونسية بصفة خاصة وكذلك القنوات العربية الأخرى بصفة عامة لمنحها حقوق بث مقابلات «الكان» كان الحديث في الشارع الرياضي التونسي خاصة عن كيفية متابعة مباريات هذه النهائيات وبصفة خاصة مباريات المنتخب التونسي وأيضا عن القنوات الفضائية غير المشفرة التي ستبث مباريات نهائيات كأس إفريقيا 2010 وهكذا تضرب قناة الجزيرة موعدا جديدا مع محاولة ابتزاز مفضوحة ومكشوفة لدول عربية من بينها تونس التي تعرضت في السنوات الأخيرة الماضية ومازالت لتشكيك هذه القناة القطرية في انجازاتها ومكاسبها من خلال الترويج للإشاعات والأراجيف الكاذبة التي تمس من بلادنا وهو ما يعد خرقا واضحا لأخلاقيات العمل الإعلامي النزيه البعيد عن الحسابات الضيقة، وهذه القناة أصبحت منبرا لكل من يدعي العلم والمعرفة في حقوق الإنسان ولكل من يريد الإساءة إلينا عبر التصريحات الزائفة والأكاذيب والترهات على اعتبار أن ذلك يحقق للقناة «سبقا صحفيا» ؟؟!! وماذا ننتظر من قناة سمحت دون خجل لمجموعة من الخونة والمرتزقة و«الكلاب» المسعورة أن يتآمروا على وطنهم وأن يبرموا الصفقات المشبوهة مع أسيادهم مقابل حفنة من الدولارات والأوروات القذرة..، تونس قالت وستقول دوما «لا» لمثل هذه المحاولات في الابتزاز والتشويه التي لا تعبر إلا عن الكيد لبلادنا قيادة وحكومة وشعبا.. فما معنى أن تطالبنا قناة الجزيرة «العربية؟!» (وإن صح أن نقول عنها عربية..) بدفع مبلغ مالي تعجيزي من أجل منح حقوق بث مباريات «الكان» على قنواتنا التونسية العربية سوى أنها لم تراعي مبادئ وقيم الأخوة العربية..!!، وبعد فشل محاولات قنواتنا التلفزية الوطنية والخاصة في إقناع قناة الجزيرة بدفع مبالغ معينة ومعقولة مقابل الحصول على حقوق البث التلفزي لعدد من المباريات تقرر العدول عن شراء هذه الحقوق.. وهذه المسألة لم تثر انزعاج شعبنا الأبي في تونس بل على العكس تجاوب كل التونسيون مع العدول عن بث مباريات نهائيات كأس إفريقيا للأمم الحالية بكل إيجابية وارتياح وهذا ما يدل على نضج ووعي التونسي بأهمية المحافظة على مواردنا المالية وعدم إهدارها وإدراكه ضرورة حسن اعتمادها وتوجيهها.. ومع هذا التجاوب والنضج الشعبي الكبير قرر الرئيس زين العابدين بن علي لدى اجتماعه يوم الثلاثاء الماضي بسمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية وأسامة رمضاني وزير الاتصال تحويل الاعتمادات التي كانت مرصودة لاقتناء حقوق بث مقابلات نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم التي تدور فعالياتها بأنغولا والمقدرة بثلاثة ملايين دينار لفائدة فرق كرة القدم التونسية بما يساهم في دعم نشاطها وتنمية مؤهلات شبابها حيث أكد الرئيس بن علي أنه في ضوء الشروط التعجيزية التي رافقت عملية التفاوض حول حقوق بث مباريات المنتخب الوطني لكرة القدم والتي أضيفت للجانب المالي المشط فإن المصلحة الوطنية تقتضي توظيف هذه الاعتمادات في خدمة الأنشطة الرياضية والشبابية في تونس، ومن ناحية أخرى أعطى الرئيس بن علي تعليماته بتسيير تنقل مشجعين من شباب كافة جهات البلاد إلى أنغولا لمساندة المنتخب الوطني مجددا بهذه المناسبة حرصه على الإحاطة بعناصرنا الوطنية وتأمين كل الظروف الملائمة لأفضل مشاركة لها..، وهكذا نؤكد أن كل تونس قيادة وحكومة وشعبا كانوا في الموعد للتصدي لكل محاولات الابتزاز وقالوا «لا» لقناة الجزيرة.. و«الماء اللي ماشي للسدرة الزيتونة أولى بيه» وذلك رغم أن هذه القناة القطرية قررت بث مقابلات منتخبي مصر وتونس على الجزيرة 2 الرياضية غير المشفرة قبل انطلاقها بوقت وجيز