إن علماء النفس ينظرون إلى الفن على أنه انعكاس أو تمثلات سيكولوجية (واقعية أو رمزية) للحالات والظواهر التي تجري في سياق وجودها الاجتماعي والطبيعي، وإنه الوسيلة التي يهدف الإنسان من خلالها، بوعي أو بدونه، إلى تحقيق توازنه النفسي وذلك بالتعبير عما في داخله وتعد العالمة فلورنس كود إنف (1926) صاحبة الفضل في تكوين أول اختبار مقنن لقياس ذكاء الأطفال من رسومهم فالرسم بالنسبة للطفل الصغير وسيلة للتعبير، ولغة للتفاهم، أكثر مما هو فن لإظهار الجمال. وعلى ذلك نجد صغار الأطفال يرسمون ما انطبع في أذهانهم من مفهومات عن الأشياء، لا ما يشاهدونه أمامهم من هذه الأشياء، وحتى لو وضع شيء مألوف أمام الطفل، وطُلبَ منه أن يرسمه، فإِنه يبدأ مباشرة في الرسم دون أن يهتم كثيراً بالنظر إليه، أو التأمل فيه، كما يعتبر الباحث كوك Cooke أول من أهتم برسوم الأطفال، وان الطفل عندما يكبر لايعرف ان يعبر عن احاسيسه سوى بالبكاء او التذمر واحياناً بالضحك او ربما بالرسم فاذا وجدنا عنده موهبة الرسم يجب ان ننميها عنده وان نشجعه باستمرار من خلال ابداء اعجابنا بكل ما يرسمه والثناء على كل خطوة يخطوها وان نجعله يشعر بالفخر لانه اعجب والديه وقدم شيئا لإسعادهم. وعندما يأتي الطفل وهو متحمس.. ليرينا ما رسمه او ما خطته انامله الناعمة.. لابد ان نشجعه..ونظهرله مدى اعجابنا برسمه ونتفاعل معه.. حيث تعتبر رسوم الأطفال أداة جيده لفهم نفسية الطفل ومشاعره.. لدرجة دفعت أحد الفنانين الكبار وهو الفنان بيكاسو قائلاً : (أتمنى ان تكون لدي مخيلة الاطفال وعفويتهم في الرسم) أطفال موهبون الحسن وهو في عمر السنتين يهتم بالألوان والاوراق ويرسم كل شيء واي شيء، فتارة يرسم دوائر متداخلة ومرة يرسم خطوط طويلة وببلوغه الثلاث سنوات بدأ الحسن يرسم بطريقة الفنانين الكبار يستخدم ادوات الرسم الصعبة وبتقنيات الزيت والاكرليك على القماش وهي الخامة التي يستخدمها الرسام للوحته وطبعا كل ذلك ولابد من الاعتراف به كان لوالده وهو الرسام والفنان اصلاً الدور الكبير في الاهتمام بالحسن خطوة خطوة حتى اصبح الحسن يرسم كل مايراه اثناء مشاهداته اليومية او من خلال مشاهدة افلام كارتون ونتيجة تلك الرعاية والاهتمام من والده اصبح له الرسم من ضروريات حياته اليومية الصغيرة. أنامل صغيرة كما ان للطفل زياد عدنان المصمودي الطفل الجميل بشكله وانامله الرقيقة، تلك البراعة المتقدمة رغم سنه الصغير ما اثارت اعجابي فهو يرسم بأيادي صغيرة امنيات كبيرة وهو يدرس الرسم على يد استاذ رسم متخصص في المركز الثقافي التونسي الليبي وتلك مبادرة وعناية من والد ووالدة زياد وانتباه لما يبدع به ولدهم وما يعبر في رسوماته المبدعة هذا بالإظافة إلى موهبة الطفل محمد أمين الذي فاجأنا برسوماته الجميلة وهذا ماكنا نقوله دائما ان اهتمام الاهل ومراعاتهم لاحاسيس ومخيلات أبنائهم يجب ان تاخذ الجزء الاكبر من الاهتمام الى جانب الرعاية الصحية والاجتماعية والعلمية ،كما لايفوتني ان اذكر وبإعجاب اهتمام تونس بالطفل في مختلف نشاطاته وان تجعل منه رجل مستقبل واثق الخطى ومتفتح للعالم بشكل مدروس، ودائما تشجع النشاطات الخاصة بالطفل وبمختلف اعماره ومختلف افكاره ومن النشاطات في تونس والحرص على مساهماته من اجل الاطفال. اخيراً من الضروري توفير قصص ومجلات ورسومات تحكي واقعنا وثقافتنا العربية الاصيلة ليكبر الطفل على افكار ومبادئ قيمة يعتبرها المثل الأعلى له في الحياة، وهنا نوجه عناية اصحاب دور النشر لهذا الموضوع الضروري والاهتمام بافكار وعقلية طفلنا العربي