بالرغم من تدخّل صندوق التضامن الإجتماعي 26/26 في جهة سيدي بوعلي وما غيّره من مظاهر البؤس وما أدخله من تحسينات على محتوى وشكل الجهة، فإن هناك عائلات تشتكي من غياب الماء الصالح للشراب والتيار الكهربائي تلك هي أولى العبارات التي تصافحك على وجوه عديد العائلات وبالتحديد من منطقة منزل المحطة التابعة لنفس الجهة.. صقيع بارد يهزّ أرجاء البيوت الدامسة التي تأوي فلذات أكباد تبيت على ظلام فليس لهذه العائلات سوى سلاح الإستغاثة المتجدّدة من أجل أن يستقيم الحال رأفة بهؤلاء الصغار الذين لا يجدون سوى شمعة أو شمعتين لمراجعة دروسهم.. كما أن أيام الأولياء تتواصل بنفس الوتيرة بمأساة دفينة فأيام العطل والراحة الأسبوعية لا يعرفون كنه الراحة فيها بل تجدهم يتسلّحون بالأوعية البلاستيكية و«القلال» والصهريج ان توفّر ذلك لجلب الماء من ذلك البئر العمومي المتواجد بالجهة.. لتوفير الشراب ولغسل الأدباش وغيرها من مآرب أخرى. في الضفّة الأخرى من جهة أخرى يقاسي أهالي منطقة «شلمون» من غياب قنوات تصريف المياه ولم يجدوا من حل سوى فتح قنوات «سطحية» صغيرة «مسكوكة» أمام منازلهم لتصريف المياه.. ولا تتحدث في ذات السياق عن الروائح الكريهة التي تصدرها هذه القنوات ولا تتحدث عن حلقات الناموس وكل أشكال الحشرات صيفا.. الأمر الذي دفع ببعض شبّان الجهة الى المبادرة ببعث لجنة حي شبابية توكل إليها وبصفة تطوعيّة مهمّة تطهير منطقتهم إلا أن بعض «المسامير» حالوا دون ذلك وألصقت بهم عديد التّهم لتموت التجربة في المهد. طرقات رديئة أزهقت أرواح وأرواح من كبار وصغار على الطرقات المؤدية الى مناطق «وريمة» و«أولاد علي» و«الحطمان» التي باتت تشبّه بالطرقات العربي المهترئة وكثيرة الإعوجاج، والضيقة جدا.. طرقات أقلّ ما يقال انها طرقات الموت والخطر الدائم.. حول هذه المصاعب والمآسي ترتفع الأصوات، التي ظلّت تبحث عن إجابة في ظلّ غياب همزة الوصل بين الأهالي والسلطة الجهوية