الموهبة, الرغبة والسعي لتحقيق المصالح الذاتية هي اكثر الدوافع التي تشجع شبابنا وشاباتنا للالتحاق بمجال التنشيط السياحي في بلادنا.. وحول آفاق ومشاكل هذه المهنة إرتأت «الإعلان» إجراء الريبورتاج التالي «انطلقت رحلتي كمنشط سياحي منذ كنت في 16 من عمري اذ كنت اشعر بموهبة عميقة تدفعني الى التنشيط» هكذا استهل الشاب سيف الدين العرفاوي (26 سنة) مساعد منشط باحدى النزل مضيفا ان التنشيط مكنه من اتقان عدة لغات وخلق علاقات انسانية كثيرة كذلك الامر بالنسبة للمنشط حمدي لمهذبي الذي قال بأن التحاقه بمجال التنشيط كان وليد رغبة ذاتية دفعته للالتحاق باحدى المدارس السياحية لمدة سنتين ورغم بعض العوائق والعراقيل الا انه سعيد بهذا المجال الذي اضحى جزءا منه سيما بعد 12 سنة من العمل والتجربة. عماد عوني او «رمبو» كما يحلو لاصدقائه تسميته اكد بابتسامة عريضة انا «مغروم بالتنشيط» فقد كانت انطلاقته منذ ما يقارب 9 سنوات في التنشيط داخل المدارس وفي بعض رياض الاطفال. «تيتو» هو هيثم مدلة, غير انه خير تعريف نفسه بتسميته الشهيرة «تيتو» ليقول انه درس لمدة 10 اشهر في مدرسة سياحية اين تعلم طريقة وكيفية التنشيط ليضيف بثقة بارزة في نفسه «انا موهوب بالتنشيط». للفتيات نصيب قد ترفض الكثير من الاسر التونسية فكرة التحاق فتياتهن بالتنشيط السياحي وذلك اما لخوفهم عليهن او ايمانا منهم بأن المنشطة السياحية لا يمكن ان تكون الا مجرد عارضة ازياء.. او بائعة هوى بجسد شبه عاري تستعرض جمالها وتعول على مفاتنها لاثارة الغرائز ويكون مورد رزقها.. غير ان عائلة الانسة سمر الجديدي هي من بين العائلات اللاتي ينظرن للمنشطة السياحية من منظور اخر تماما باعتبارها هي الاقدر على رسم الابتسامة وادخال الفرحة على قلوب السياح هذا ما أكدته المنشطة سمر معربة عن سعادتها بالالتحاق بهذا المجال منذ ما يفوق 6 سنوات اذ كانت بداية خطواتها بالتنشيط السياحي بإحدى الملاهي ورغم خوفها في البداية لكنها تعودت بعد ذلك لاسيما امام تشجيع عائلتها لها خاصة وان اغلب افراد العائلة يعملون بهذا المجال نفس الأمر بالنسبة للآنسة خلود العرفاوي التي قالت هي الاخرى بأن التنشيط وبرغم إنتقاد المجتمع لهذه المهنة إلا أنه يظلّ بالنسبة لي وليد رغبة ذاتية مما دفعتني الى اقتراح الامر على عائلتي التي لم ترفض ذلك بل على العكس وجدت كل العون والمساندة ليكون مجال عمل استرزق منه ولئن كان خوض مجال التنشيط السياحي وليد رغبة ذاتية او موهبة كامنة فإن للبعض الآخر أهدافا اخرى يسعى من خلالها الى ربط علاقات مع السياح الاجانب قصد تحقيق مصالحهم الذاتية او لأرباح مادية او قصد السفر خارج حدود الوطن هذا ما صرح به السيد «قيس بن شعبان» (مشرف على التنشيط) بأن لكل منهم غاياته فمنهم من قدم الى التنشيط كهواية وكموهبة ومنهم من امتهنها لاهداف ومصالح ذاتية بعيدة تمام البعد عن اخلاقيات مهنة التنشيط. الصعوبات والإشكاليات والحقيقة فإن التنشيط السياحي هو كعدة مجالات اخرى يعرف عدة صعوبات تستوجب التوقف عندها اهمها وكما ذكر المنشط محمد أمين بن زينب أن الإشكال الحقيقي ينطلق من الجامعة لأنها لا تهتم كثيرا بالتطبيق الى درجة ان المنشط بعد مغادرته مقاعد الدراسة يجد نفسه مكبلا غير قادر على تطبيق ما تعلمه وهو ما يتطلب في الجامعات المزج بين النظري والتطبيقي هذا ما اكده المنشط حمدي لمهذبي مضيفا ان على الجامعات المختصة في المجال التنشيطي تقييم الطالب اولا ومعرفة قدراته ونوياه الحقيقية قبل دخول المجال حتى لا يجد الطالب نفسه بعد ذلك كالقشة في مهب الرياح تائها بين النظري والتطبيقي وبين الشهادة والبطالة