لا يكاد يخلو محل من المحلات التجارية المخصصة لبيع المواد الغذائية من «الكراس والقلم» الظاهرة تبدو الى حد الآن طبيعية ومألوفة لدى الباعة لكن عندما يطال الكريدي الكماليات يصبح الأمر غريبا قائمات كثيرة طالها الكريدي ومحلات أكثر إجتاحتها هذه الظاهرة ويبقى السؤال المطروح ماهي القائمات الجديدة التي طالتها هذه الظاهرة وماهو موقف التاجر والحريف من الكريدي وعلى ضوء الاقبال الشديد على الاستهلاك خاصة المواد الغذائية كم ينفق التونسي على ملذاته وماهو معدل الاستهلاك الاسري حسب معهد الاحصاء لهذه السنة؟ إضطر العديد من التجار الى وضع لائحة ممنوع الكريدي الا أن الحريف لم يعر هذه اللائحة أدنى إهتمام وطالب بهذا الحق المكتسب على حد تعبير السيد المنجي بائع بمحل ويشير في هذا الصدد أن الطريف في الامر أن الحرفاء يقبلون على الكريدي الذي لم يعد يقتصر على الضروريات بل طال الكماليات ويضيف محدثنا أن القائمة طالت الحلويات على غرار الشكلاطة والمرطبات والمشروبات الغازية. فئات متنوعة تطالب بالكريدي حول نوعية الشريحة التي تقبل على الكريدي أكد لنا العديد من التجار أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الفئات الشعبية فقط بل طالت العديد من الشرائح منهم موظفي البنوك والاساتذة وكذلك الموظفين سواء في القطاع الخاص أو العمومي. من محل السيد المنجي إنتقلنا الى محلات الفواكه الجافة حيث كان لنا لقاء بالعديد من الباعة والذين أكدوا أن الكريدي أصبح شكلا من أشكال الإدمان حيث طال السجائر واللايت والفواكه الجافة ويشير أحد الباعة أنه مؤخرا زاره حريفا كمية كبيرة من الفواكه الجافة بالكريدي. يبدو أن الظاهرة لم تعد تقتصر على المواد الغذائية فقط فقد طال كراس الكريدي محلات ال fast food حسب ما أكدلنا السيد زياد بائع بمحل ويشير في هذا السياق أن العديد من الحرفاء يلتجئون الى الكريدي عند الحاجة وعلى ضوء هذا الإقبال الشديد على إستهلاك المواد الغذائية يبقى السؤال المطروح كم يبلغ معدل الانفاق الاسري على المواد الغذائية؟ توجهنا بهذا السؤال الى السيد الحبيب الفراتي المدير المركزي للإحصائيات الديمغرافية والإجتماعية والذي أكد لنا أنه يجري العمل حثيثا على إعداد المسح الجديد حول الإنفاق في الاستهلاك الأسري ويأتي هذا المسح بعد كل 5 سنوات والذي سينطلق بداية من شهر ماي وحول النقاط الجديدة التي تم إعتمادها في هذا المسح الجديد أكد لنا مصدرنا أنه تم إدراج نقطة جديدة تتمثل بالأساس في التركيز على التقنيات الحديثة للإتصال على سبيل النفاذ الى الأنترنات وإستعمالها داخل الأسرة وأيضا إستعمال الاشتراكات لمشاهدة القنوات التلفزية المشفرة ويهدف هذا المسح حسب ما أكده لنا محدثنا الى تقدير معدل إنفاق الأسرة على الطعام من خلال تقدير الحاجيات الأسرية للطعام والتغذية داخل البيت وخارجه خاصة في ظل تطور نسق مظاهر الاستهلاك وإنتشار محلات الأكلات الخفيفة. التونسي ينفق 8212 دينارا سنويا أفرزت نتائج المسح الوطني حول إنفاق الاسر وإستهلاكها لسنة 2005 أن متوسط الانفاق الاسري يبلغ 8212 دينار للأسرة الواحدة وهو ما يقابل متوسط إنفاق الفرد الواحد ب 1820 دينار في السنة ويتفاوت موسط الانفاق للفرد حسب وسط الإقامة ليبلغ 2171 دينارا للفرد في الوسط الحضري مقابل 1161 دينارا في الوسط الريفي أي ما يقارب نصف متوسط الانفاق في المدينة