قد يكون الاقتراض أو التداين شرّا لا مفرّ منه في بعض الأحيان للتخلص من ضائقة مالية طارئة مثلا لكن الظاهرة التي تلاحظ ان «الكريدي» بات يطال مواد استهلاكية غير ضرورية بهدف إشباع نزوات ظرفية وشهوات عابرة. فما رأي التونسي في هذه الظاهرة؟ وما الذي يدفعه أصلا الى التداين لتوفير مواد غير ضرورية؟ ثم ما تأثير الاقتراض لغاية إشباع نزوات على ميزانية الأسرة التونسية؟ يؤكد السيد (ع) أحد أصحاب محلات الفواكه الجافة أن بحوزته دفترا يحمل أسماء حرفاء قدموا لاقتناء بطاقات شحن الهاتف الجوّال وحتى «اللايت» في بعض الأحيان وبعض الفواكه الجافة ب «الكريدي» إضافة الى علب السجائر ويتساءل ما الذي يدفع مثل هؤلاء الى الالتجاء الى «الكريدي» في مثل هذه البضائع أو المواد غير الضرورية؟ بدوره يبيّن السيد رضا الجربي صاحب محل لبيع العطورات والهدايا ان بعض الحرفاء يعيشون ويتنفّسون ب«الكريدي» ويلتجئون إليه لاقتناء أثمن قوارير العطور وأرفعها سعرا او لغاية الظفر بهدية يقدمونها في مناسبة عيد الميلاد. لكن ما رأي التونسيين في هذه الظاهرة؟ اختلاف وجهات النظر تختلف آراء التونسي حول هذه الظاهرة حسب الفئات العمرية فالشباب قد لا يجدون فيها اي احراج. مروى مثلا تقول: «أصبح كل شيء ضروريا اليوم بفعل تأثير الإشهار وحصار ملذات الحياة... قد أعمد في بعض الأحيان الى اقتناء مواد تجميل أو عطورات أو غيرها لتحقيق نزوة محدّدة». من جانبها تعترف نور: «في بعض الأحيان أقصد محل الحلاقة والتجميل دون نقود على ان ألتزم بتسديد المبلغ آخر الشهر» وهي تعتقد ان الاهتمام بالمظهر وعمليات التجميل لم تعد من الكماليات أو من النزوات خاصة ونحن نعيش عصر الصورة. لكن البعض الآخر من التونسيين الكبار في السن خاصة يرون فيها ظاهرة دخيلة تؤثر على ميزانية الأسرة. فالسيد رضا الطرهوني يقول: «أعتبرها شكلا من أشكال «الفيس» والتبجّح بالمظاهر والانصراف وراء رغبات وشهوات نفسية قد تؤثر سلبا على ميزانية الأسرة وتحدّ من قدرتها الشرائية». ويعتبرها السيد بلقاسم البجاوي ظاهرة خطيرة فإطلاق العنان للنزوات والشهوات يثقل كاهل الأسرة ويدخلها في نفق مظلم وطالب بعدم الاستهزاء بها لما يمكن ان تسبّبه وتخلّفه من آثار سلبية على الاقتصاد والمجتمع.