الزواج يحتاج إلى وضع الأسس السليمة حتى لا يصبح مصدر تعاسة حيث يحتاج الزواج الناجح إلى الاسس التي تحفظ نجاحه وتنميه لاستمرار الحياة الزوجية. ثقافة التنازل التي تتأصل لدى بعض الأزواج تحول دون التعنت الذي يعد اقصر السبل لقصف عمر الزواج السعيد الذي يدوم طويلا بتنازل احد الزوجين عن أخطاء الأخر أو عند رغباته فالتنازل قد يكون ماديا أو معنويا كما أن الفرد المتنازل في سبيل الحفاظ على استمرارية الزواج هو الاقوى والأكثر جرأة على مواجهة العقبات الامر الذي يتطلب ان يكون التنازل متبادلا حتى تسير قاطرة الزواج, ذلك هو رأي السيدة محرزية ذات الاربعة والاربعين عاما والمتزوجة منذ عشرين سنة وتضيف ان السبب الوحيد الذي يجعلها تتخلى عن شريك حياتها هو عدم تشريكها في اخذ القرارات المهمة المؤثرة في حياتها «كاختيار محل السكنى مثلا أو تزويج أولادنا وبناتنا». اما السيد كمال متزوج وهو في الرابعة والثلاثين من عمره وجدناه يتجول في أروقة مغازة كبرى ويتفحص الواجهات التي تعج بمختلف ألوان وأشكال السلع وحسب رأيه فإنه لا وجود لامرأة تستحق ان يهجرها زوجها مهما كانت الأسباب ويرى انه من واجب الزوج عدم التخلي عن زوجته في صورة تعرضها لأي أزمة سواء كانت نفسية او مادية اذ عليه التحلي بالصبر وكلما كان الزوج كثير التذمر كلما كانت فيه معظم الصفات السلبية التي يلوم زوجته بسببها دون التفطن لذلك. ويقول كمال ان لا شيء يجعل المرأة تتخلى عن زوجها سوى إقامة علاقات مشبوهة مع اخريات والكذب والتهاون وهو ما يسبب فقدان الثقة بين الطرفين وممارسة العنف في بعض الاحيان. عدم الانفاق..سبب الهجران ومن جهتها تقول السيدة بن صالح انها ضد تخلي أحد الزوجين عن الآخر الا أن المرأة تضطرّ أحيانا الى الانفصال عن الطرف الثاني من جراء تقاعسه في الانفاق على مستلزمات الاسرة او بسبب الخيانة وباستطاعة المرأة اليوم عدم «الاحتفاظ» بالزوج نظرا لعدم حاجتها المادية الضرورية اليه بما ان بامكانها العمل واضافت السيدة بن صالح «عوض تحمل مسؤولية جميع افراد الأسرة يمكن التخلي عن الزوج بما أنه لا يزيد الوضع الا سوءا بعدم إنفاقه. معا في السراء والضراء ويشترك هشام وحنان وصبرين في الرأي ويرفضون تماما أن يتخلى أي طرف عن شريك حياته مهما كانت الأسباب سواء كانت نفسية أو مادية فحسب رأيهم يجب على الزوجين ان يتحمّلا الأعباء والمشاكل وان يتضامنا في السراء والضراء ولكن ذلك لا يحول دون الالتجاء الى الانفصال في صورة استحالة التعايش حين يتهاون احد الطرفين عن اداء واجباته الزوجية كما ينبغي. خالة الاولاد هي.. البديل أما رافع فيروي قصته التي انطلقت بعد أن فارقته زوجته الإيطالية بعد موتها رغم أن عمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين تاركة توأما في أمسّ الحاجة لرعايتها إلا أن يد المنية حالت دون ان ينعم طفلان بريئان بعناية «ست الحبايب» غير أن خالتهما لم تتهاون في تكريس حياتها لتربية أبناء أختها رغم عروض الزواج الكثيرة ويقول رافع انه ضد فكرة التخلي عن شريكة حياته مهما كانت الأسباب والظروف, فبالنظر للتضحيات التي تقوم بها أخت زوجته فهي أحق من غيرها في أن يتزوجها وأوضح رافع ان في بعض الاحيان يكون الانفصال حلا وذلك اذا كان الزوج غير قادر على تحمل نفقات أسرته لذلك يجب ان يولي الرجل أهمية بالغة للاستعداد المادي قبل الدخول في القفص الذهبي رغم اختلاف وجهات النظر والآراء حول تخلي أحد الشريكين عن الآخر لأي سبب من الأسباب وتبقى الدواعي الانسانية للوقوف الى جانب من يعاني مرضا او افلاسا فجئيا او من تعرض لعقوبة سالبة للحرية... أمرا ضروريا يدخل في نطاق التضحية لتجنب التفكك الاسري ومراعاة لمصلحة الابناء بالدرجة الاولى