تحلم العديد من الفتيات بالكسب السريع والأموال والشهرة يحلمن بالسيارة وقد يرغبن في إختصار الوقت وقد لا يترددن في السفر الى أي بلد لا لشيء إلا لتحقيق أحلامهن... لكن سوء التقدير وعدم الدراية بالعواقب قد يوقع بعض الفتيات في مشاكل لا حصر لها هذه الحكاية نريدها عبرة لكل الفتيات ودرسا للجميع خاصة في ظل إنتشار بعض العروض التي تشجع الفتيات على العمل بالخارج سواء كمعينات أو لرعاية الاطفال أو المسنين أو حتى في مجال الحلاقة وقد إتصلت بنا الشابةالتونسية (ش) من جدة وقد مضى على سفرها 20 يوما وهي في حالة نفسية سيئة وتناشد جميع السلط لمساعدتها على العودة الى تونس بعد أن عاشت أياما من الرعب والخوف تقول : «ذات يوم كنت صحبة صديقاتي بأحد المقاهي بالمنار وإذ بسيدة تقترب منا وسألتنا إن كنا نرغب في العمل بإحدى الدول العربية وقد حدثتنا عن الحوافز المادية وأغرتنا بعديد الإمتيازات وصرحت لنا أن لها صالون حلاقة بجدة وتتمنى لو تجد فتيات ذوات كفاءة وخبرة ومن مساوئ الصدف أن لي صالون حلاقة بالمنار ولديّ ديبلوم في الغرض فأعجبتني الفكرة... وما شجعني أكثر على السفر وصول عقد العمل مما أوحى لي أن العرض جدي وقد أوصتني أن أضع في العقد العمل كمعينة منزلية لتيسير إجراءات السفر وعندما أصل الى جدة ستكون جميع الظروف متوفرة ومناسبة. مفاجأة ووعود كاذبة تقول (ش) عندما سافرت تعرفت على فتاة أخرى من العاصمة تدعى (أ) وقالت لي أنها ستعمل بنفس صالون الحلاقة وقد فرحت لأني وجدت صديقة مع العلم أن السيدة التونسية مطلقة وتتمتع بالإقامة وقد بقيت في البداية في تونس ثم لحقت بنا.. عندما وصلنا الى المطار إستقبلنا شخص لبناني ورحب بنا وأوصلنا للمنزل وقد أحسن ضيافتنا مما طمأننا نسبيا وإعتقدنا أن الحظ إبتسم لنا وأننا سنحقق كل أحلامنا بعرق الجبين وعندما وصلت السيدة المعينة قامت بأخذ جوازا سفرنا وقالت أنهما في أمان ومرّ أسبوع ونحن ننتظر البدء في العمل بالصالون وذات يوم كشفت لنا السيدة التونسية عن نواياها الخبيثة وقد فوجئنا بغلقها الباب وقامت بإحتجازنا بالمنزل وأغمي على صديقتي عندما علمت أنها ستتاجر بجسدينا لأصحاب النزوات وحاولت إغراءنا بالعائدات المالية لمثل هذا العمل وبالرغم من هول الصدمة حاولنا التماسك والتصرف بعقلانية خوفا من ردة فعلها. متى تكون العودة؟ وتضيف (ش) كانت الايام ثقيلة ولحظات الحجز مخيفة ولم تسمح لنا بإجراء أي إتصال هاتفي ولكن ذات يوم نسيت غلق الباب فهربت مسرعة ووعدت صديقتي بالعودة لإنقاذها. ومن حسن الحظ إعترضني شخص تونسي وقد هاله الحالة النفسية التي كنت عليها فإصطحبني الى القنصلية وهناك تقدمت بشكوى ضد هذه السيدة ولكني نسيت مكان المنزل وأين توجد صديقتي بالضبط وبالتنسيق مع القنصلية التونسية هناك وضعوني بصفة وقتية عند إحدى العائلات وفعلا أحسنوا ضيافتي لكن ما يعيقني حاليا هو العودة الى تونس بعد أن عجزت عن إسترداد جواز سفري فقد أنكرت هذه السيدة معرفتنا أو محاولة إخفاء جوازات السفر.. أنا الآن قلقة على صديقتي التي يبدو أنها أثرت عليها خلال الفترة التي بقيت فيها معها ففي كل مرة تعطي تصريحات متناقضة وأقوالها بدت لي غريبة.. فالرجاء من جميع السلط مساعدتنا للخروج من هذا الكابوس والعودة بنا الى وطننا في أسرع وقت فهي بصدد التلاعب بمشاعرنا وما أتمناه فعلا أن أعود الى تونس وملاقاة عائلتي لأن ما يعيقني حاليا هو غياب جواز السفر