كثيرا ما تطالعنا في الصحف التونسية حوادث عنف بين الأزواج قد يتحول بعضها إلى خلافات كبيرة تصل أصداؤها إلى قاعات المحاكم ولكن ما لا يبدو مألوفا في مجتمعنا هو عنف الزوجات ضد الازواج سواء العنف اللفظي أو العنف النفسي أو حتى العنف الجسدي فبعض النساء اليوم يغيب لديهن جانب الأنوثة لسبب أو لآخر ويتحولن إلى قطط شرسة يكشرن عن أنيابهن أو يستعملن مخالبهن للنيل من الرجل والكثير منهن تنجحن في الانتقام منه شر إنتقام. الواقعة الغريبة التي جدت مؤخرا في مدينة صفاقس تعكس بوضوح أن ظاهرة عنف الزوجات ضد الازواج أخذت في الانتشار شيئا فشيئا صورة الواقعة تفيد أن الزوجة كانت على خلاف دائم ومتواصل مع زوجها وهذه الخلافات جعلت حياتهما الزوجية تتحول إلى جحيم لا يطاق ورغم تدخل الأقارب والأهل لإصلاح ذات البين إلا أن الزوجين وصلا إلى طريق مسدود وفي لحظة غضب إستبدت بالزوجة بوادر عدم السيطرة عن النفس وكردة فعل لخلاف حاد نشب بينها وبين زوجها قامت بضربه على مكان حساس في جسده وكانت الضربة قوية لدرجة أفقدته الوعي ونقل مباشرة إلى إحدى المستشفيات بهدف إسعافه ولكن الزوج توفي لتأثره بالضربة القوية التي تلقاها. صفعات وكدمات الحكايات التي إستقيناها من بعض المحامين بدت مؤلمة وطريفة في الآن ذاته هي طريفة من جهة لأن العنف الصادر من المرأة أحيانا يتنافى وطبيعتها الأنثوية التي تتسم في العادة بالوداعة والرقة وحتى من ناحية البنية الجسدية نستغرب أن تشبع زوجة زوجها ضربا أو تلحق به أضرارا أو كدمات أو أن تقذفه بالخف أو بأدوات المطبخ. الواقعة الأولى جدت أطوارها في جهة حي التضامن ويبدو أن المشاكل كانت الخبز اليومي للزوجين ومن حسن الحظ بقدرما كانت الزوجة عصبية ومتقلبة المزاج كان زوجها صبورا وطيب القلب ورغم تصرفاتها وغيرتها المفرطة عليه فقد كان يغض الطرف عن عبارات الإتهام التي توجهها إليه إذا تأخر قليلا في العودة من العمل وتبدأ في أستجوابه وفي إحدى المرات إشتد الخلاف بينهما بعد أن أصرت على تتبعه إلى مقر العمل مما سبب له إحراجا مع رؤسائه فصاح في وجهها ووبخها فردت الفعل بأن أخذت سكينا من المطبخ وقذفته لتصبيه في ساقه متسببة له في تقطيب ب �3 غرزات� والطريف في الامر أن الزوجان لم ينفصلا لهذا السبب بعد أن قرّرا تجاوز الأمر ونساينه. تضربه بمقلاة الزرجة الثانية إختارت طريقة أخرى للتعبير عن غضبها من زوجها الثرثار وبينما كانت تعد وجبة العداء تسمر لها في المطبخ وراح يستفزها بالكلام ويتهمها بسوء التصرف وحاولت أن تتمالك نفسها وصمتت عن عبارات الإهانة التي يوجهها لها ولم تحرّك ساكنا وأمام لا مبالاتها بما يقول جذبها من يدها داعيا إياها أن تنظر إليه عندما يخاطبها وكانت هذه الحركة القطرة التي أفاضت الكأس فأخذت مقلاة كانت تستعملها قلي السمك وضربته بها على رأسه وتسببت له في جروح غير عميقة. صفعات بسبب الغيرة ردود أفعال الزوجين بلغت مرحلة خطيرة بعد أن قرر الزوج وضع حد للإهانات التي ألحقتها به الزوجة بعد أن نالت من رجولته بأن صفعته على مرأى ومسمع من أفراد عائلتها فقط لأنها شكت في سلوكه ووفائه لها الزوج تشبثت بالطلاق والزوجة بذلت جهدا كبيرا في مساعي الصلح معه ولكنه أبى أن يتراجع عن موقفه فهذه الصفعة كانت كالكابوس بالنسبة له. العنف الخفيف والعنف الشديد إستشرنا بخصوص مسألة العنف الاستاذ ع. ف محامي لدى التعقيب فأكد لنا أكبر نسبة من العنف بين الازواج موجودة في بريطانيا وهو عنف متبادل أو مسلط من أحد الزوجين على الآخر ويعتبر الاستاذ أن العنف ضد الازواج أو الزوجات ليس متفشيا بشكل كبير في بلادنا ولكن ذلك لا يمنع أن ٪80 من قضايا الطلاق في محاكمنا تكون السبب الرئيسي فيها المرأة حسب قول الاستاذ وإما أن تكون القضية بسبب تعنت المرأة وإصرارها على مواقفها أو بسبب تصرفاتها الخاطئة في حق الرجل ويرجح أن بين 3 أو 4٪ من قضايا الطلاق المرفوعة لدى المحاكم سببها العنف ويعرف الاستاذ العنف من الناحية القانونية على أنه عنف خفيف وهو العنف الذي يعاقب علية القانون بخطية والعنف الشديد وهو العنف الذي يثبته الطبيب المختص ويتطلب عقوبة بالسجن بين 3 أشهر أو سنوات في صورة تضمنت الشهادة الطبية ما يفيد سقوطا يستوجب مكوث المتضرر لأكثر من 24 يوم راحة مع الاشارة إلى أن تصنيف العنف يشمل أيضا ثلاثة أنواع وهي العنف اللفظي والجسدي والنفسي. خط أخضر للنساء والرجال الخط الاخضر الذي بادرت وزارة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين بوضعه في إطار الاستراتيجية الوطنية للوقاية من العنف داخل الاسرة وهو الرقم الاخضر المجاني 80100707 لقي إقبالا كبيرا من طرف أزواج وزوجات يعانون من مشكل العنف اللفظي والنفسي والجسدي. مصادرنا أكدت أن هذا الخط وضع للوقاية من العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي والمقصود كافة أشكال العنف التي يعاني المرأة أو الرجل على حد السواء وهو خط يضع على ذمة الطرفين أخصائيين نفسيين ومرشدين إجتماعيين وأخصائيين إجتماعيين لتوفير الاحاطة والتوجيه والحلول الممكنة وأضافت مصادرنا أن الخط إستقبل مكالمات عديدة من الرجال يشتكون من عنف لفظي أو جسدي في إطار العلاقة الزوجية وتمثلت المشاكل المطروحة على هذا الخط في غياب جسور التواصل بين الزوجين أو الغيرة المفرطة أو المشاكل المادية أو عصبية الزوجة المفرطة أو حتى التعرض للعنف الجسدي من طرف الزوجة.