تعدّ تونس من أبرز الأسواق النشيطة بالنسبة لموزعي الهاتف الجوال حيث بلغ عدد خطوط الهاتف الجوّال 8 ملايين خط موزعة على 10 ملايين ساكن ونظرا لهذا التطوّر الرقمي والتكنولوجي راجت مؤخرا أخبار تتعلق بتأثير الذبذبات الكهرومغناطيسية للهاتف الجوّال على صحّة الإنسان وقد أثار هذا الخبر جدلا كبيرا بين الأوساط العلمية والطبية وتخوفات شديدة لدى مستعملي الهاتف الجوّال. ولمعرفة حقيقة الأخبار المتعلقة بخطورة الذبذبات الكهرومغناطيسية للهاتف الجوّال على صحّة الإنسان اتصلت «الإعلان» بالوكالة الوطنية للمراقبة الصحية والبيئية للمنتجات. مخاطر محتملة وفي هذا الإطار أكدت لنا السيدة علياء محجوب المديرة العامة للوكالة الوطنية للمراقبة الصحية والبيئية للمنتجات ان الدراسات والبحوث التي أجريت تؤكد انه ليس هناك تأثير على المدى القصير أما بالنسبة للتأثير على المدى الطويل فلا يمكن الإجابة عن هذا السؤال لأن البحوث مازالت جارية على الأمثلة الحيوانية والخلايا الحيّة مشيرة الى أن منظّمة الصحة العالمية مازالت الى حدّ الآن لم تعلن صحة هذا الخبر بإعتبار أن آخر النتائج التي نشرتها سنة 2004 لم تذكر شيئا بخصوص مخاطر الهاتف الجوّال. ومن جهة أخرى أكدت أن البحث العلمي حول مخاطر تلك الذبذبات غايته حماية الإنسان وهو ليس شفرة معطّلة للتقدم التكنولوجي والهدف من ذلك كشف حقيقة المخاطر المتعلقة بالهاتف الجوال. وأضافت انه وحتى هذه اللحظة لا يوجد دليل قاطع على تأثير الهاتف الجوّال على ذاكرة الإنسان ومن باب الإحتياط لابدّ من ترشيد الأطفال في استعماله نظرا لمخاطره المحتملة. ومن ناحية أخرى أشارت الى أن اذ كان هناك تأثير أو خطر فهو ناتج عن قوّة البث ولذلك من المستحسن أن تكون محطات البثّ قريبه بقدر ممكن حتى لا تكون قوة البث قوية ولهذا أوصت بعدم التعرض لمحطات البثّ نظرا الى خطورتها وقد تم تسجيل 46 شكاية في الغرض خلال هذه السنة. الوكالة الوطنية للترددات على الخطّ ان تونس تعتمد على الوكالة الوطنية للترددات للتخطيط والتصرف والمراقبة التقنية للطيف الترددي ومن خلال مختلف القياسات الفنية التي تمّ إنجازها على الصعيد الوطني تبين أن معدل مستويات الحقول الكهرومغناطيسية الخاصة بهوائيات محطات الهاتف الجوّال ضعيف جدا في تونس ولا يتجاوز ٪1 من الحدود القصوى المعتمدة. كما أثبتت القياسات الدورية التي تقوم بها الوكالة الوطنية للترددات أن معدل مستويات تعرض العموم لكثافة الحقول الكهربائية التي تمّ تسجيلها الى حدّ الآن بمختلف المناطق الجبلية والريفية والحضرية لا تتجاوز 2 فولت في المتر في حين أن الحدّ المعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية هو 41 فولت في المتر