كثير من الناس في مجتمعنا التونسي يحرمون ما حلّله الله ويحلّلون ما حرّمه الله وقد نجد البعض يعتبرون الزواج في شهر رمضان حرام في حين نجد فيه البعض الآخر يعتبر أن الفترة الممتدة بين عيد الفطر وعيد الإضحى من المحرّم عقد القران أثناءها وهو الشيء الذي يدفع بالبعض الى الزواج في شهر رمضان.. وقد نجد كثيرا من المتزوجين في الأسبوع الأول من شهر رمضان وهو بالأساس ما أكّده لنا السيد علي العمدوني رئيس مصلحة الحالة المدنية ببلدية تونس ومن المنتظر أن يتضاعف عدد المتزوجين في الفترة القادمة وفي هذا الإطار بحثنا في رأي الدين والقانون وتقصينا رأي بعض التونسيين وقمنا بسؤال الآنسة ريم قرام التي أجابتنا بقولها «أنا شخصيا أعلم أنه لا يوجد أي نصّ في الشريعة والدين يحرّم الزواج في شهر رمضان وكل هذه التصورات ماهي إلا نوع من أنواع الترهات لكن بقي أن الإختيار يعود إلينا بالأساس وبما أن جلّ الأشخاص لا يجدون راحتهم التامة لإقامة حفلات زفاف مثل حفلات الزفاف في فصل الصيف فإنهم يحاولون تأخير أو تقديم زواجهم عن شهر رمضان» ورغم أن الآنسة ريم قرام لم تستغرب الزواج في شهر رمضان إلا أن الآنسة نور الهدى جويني عبّرت عن دهشتها تجاه الزواج في هذا الشهر الكريم بقولها «شخصيا أعرف من تزوّج قبل عدة أيام من دخول شهر رمضان كما أعرف من سيتزوّج مباشرة بعد عيد الفطر مباشرة وحسب اعتقادي يتمّ الزواج قبل وبعد هذا الشهر لأن الأمر لا يستقيم مع شهر رمضان لكن بما أننا في القرن الواحد والعشرين فإن كل شيء ممكن وجائز». وجوب تأجيل يوم الدخلة وقد أيّدت الآنسة عايدة رحموني الآنسة نور الهدى واستغربت من طرحنا للسؤال قائلة «زواج في شهر رمضان؟ غير ممكن.. موش وقتو.. مستحيل.. كيف يكون الزواج في شهر عبادة وشهر تقرّب من الله عزّ وجلّ؟» وتواصل الآنسة عايدة حديثها بقولها «حسب رأيي يمكن عقد القران والإحتفال بالزواج في شهر رمضان لكن بالنسبة ليوم الدخلة يجب تأجيلها بعد إنتهاء هذا الشهر». الزواج بين العادة والضرورة أما السيد رياض بن كرم فقد ربط الزواج في شهر رمضان بعاداتنا وتقاليدنا واعتبرهما من الأسباب الجوهرية للعقلية السائدة في مجتمعنا ورفض التونسي الزواج في شهر رمضان رغم أن النصوص الدينية والقانونية لا تتعارض مع ذلك وأضاف السيد رياض «ان الصيام في حدّ ذاته يصعّب مسألة الزواج في هذا الشهر الفضيل فليس من السهل على كل من عائلة العريس والعروس القيام بكل التحضيرات والمهام الموكولة إليهما في فترة الصيام وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة». وكما ربط السيد رياض الزواج في هذا الشهر بعاداتنا وتقاليدنا فإن السيد فتحي المزوغي ربطه بالضرورة القصوى واعتبر المتزوّج في هذا الشهر مضطرّ وليس لديه أيّ خيار الا الزواج في شهر رمضان وعدم الإنتظار بعد انتهائه.. ويضيف السيد فتحي «وفي حالة انتفاء هذا السبب يمكن الإنتظار فهل سينتهي العالم ان لم نتزوّج في شهر رمضان فلدينا احدى عشر شهرا يمكن الزواج خلالها ونترك هذا الشهر للعبادة والتقرّب من الله.. ثم ان الزواج في شهر رمضان يثير الشكوك ويؤدي الى كثير من التأويلات والإحتمالات ويتسبّب في هتك عرض البعض حتى ولو سلم الأمر من أية خلفيات فلماذا كل هذه التعقيدات فلننتظر إنتهاء هذا الشهر ولنتزوّج وأظنّ أن تأخير شهر على الزواج لا يبطل الزواج ولا يفسد للود قضية إلا إذا رأى البعض الزواج في هذا الشهر نوعا من أنواع الإقتصاد وضغط على المصاريف». الزواج جائز طيلة أيام السنة ثمّ توجّهنا بالسؤال الى السيد ميداني مرزوقي عدل إشهاد فأكد لنا أن الزواج جائز في شهر رمضان وفي الفترة الفاصلة بين عيد الفطر وعيد الإضحى ولا يوجد أي نصّ ديني يحرّم الزواج في هاتين الفترتين وأكد لنا أنه لا توجد أية موانع تحول دون الزواج في شهر رمضان أو في أي شهر آخر موضّحا ان الزواج جائز طيلة أيام السنة (365 يوما) ان توفّرت شروطه وهو غير مرتبط لا بزمان ولا بمكان معيّن ومن غير المعقول تصوّر البعض جواز عقد القران في أشهر معينة وعدم جوازه في أشهر أخرى ويؤكد هذا الكلام أيضا أئمة ورجال دين ويقولون في هذا الإطار «ان الصائم يمتنع في شهر رمضان عن الطعام والشراب والجماع من الفجر الى غروب الشمس ومن لا يخشى أن يفسد صيامه وان يقع في الإثم الكبير وأن يعاشر زوجته في وضح النهار وأن ينتهك حرمة هذا الشهر الفضيل فلا حرج عليه من الزواج في شهر رمضان