أكثر من مليوني تلميذ إلتحقوا مؤخرا بمقاعد الدراسة وحوالي 370 ألف طالب توجهوا إلى الجامعات بعد عطلة مطولة ركنوا خلالها إلى الراحة وتخلصوا فيها من تعب الدراسة وضغط الإمتحانات . لكنهم يعودون الان بنسق مختلف عن عطلة الصيف يعودون مجددا ليبدأوا سنة دراسية جديدة «بحلوها ومرها» فكيف يتغلب الحلو على المر في هذه السنة وكيف تكون هذه المرحلة الإنتقالية بالنسبة للمراهقين خصوصا مرحلة موفقة ليبدؤوا سنة دراسية خالية من الضغوطات والمشاكل الإعلان تحدثت إلى السيد سفيان الزريبي طبيب نفساني وحصلت منه على نصائح هامة تفيد التلاميذ والطلبة في هذا الخصوص . يقول السيد سفيان الزريبي أن بداية السنة الدراسية هي فترة حرجة بالنسبة للتلاميذ حيث تمثل فترة انتقالية من فضاء إلى فضاء اخر أي من المنزل إلى روضة الأطفال ومن روضة الأطفال إلى المدرسة ومن المدرسة إلى الإعدادية ومن الإعدادية إلى المعهد الثانوي ومن المعهد الثانوي إلى الوسط الجامعي . وهي كذلك انتقال من مستوى علمي إلى اخر حيث يجد التلميذ أو الطالب نفسه في فضاء مغاير تماما لما تعود عليه أساتذة جدد طاقم بيداغوجي جديد وأصدقاء جدد والمطلوب منه التأقلم مع كل هذه المستجدات .مع العودة المدرسة وبعد أن تمتع بفترة طويلة من الراحة يجد التلميذ أوالطالب نفسه في فضاء له قوانين معينة محكوم بتوقيت معين وستصبح حياته منظمة ومحكومة بفترات محددة وهو ما يولد لديه نوعا من الضغط النفسي لذا يجب على المدرس وخاصة بالنسبة للتلاميذ الذين يدخلون المدرسة لاول مرة أن يتعامل معهم بلين وأن لا يعاملهم بشدة فهم في مرحلة حرجة يفكرون في طبيعة العلاقة التي ستربطهم بأصدقائهم الجدد هل ستكون ناجحة أم لا هل ستكون السنة الدراسية موفقة أم سيكون مصيرهم الفشل. وهنا يبرز الدور الأساسي للعائلة حيث يجب أن تنصت إلى طفلها وأن تهتم بمشاغله وأن تعطي أهمية لمشاعره وتتركه يعبر بطلاقة عن فرحه أوقلقه .فالأسبوعان الأولان من السنة الدراسية هما الأساسيين في حياة التلميذ الدراسية لذلك على العائلة أن تترك ابنها «ينساق» داخل الفضاء المدرسي بسهولة . وبقدرما يكون التلميذ في سن صغيرة بقدرما يصعب عليه التعامل مع زملائه في الدراسة فهو خجول يجد صعوبة في التعبير عن ما يخالجه لذلك يجب على العائلة أن تستمع إليه وأن تتعرف إلى مشكلته وأن تجد له الحلول الفضلى .ويمثل انتقال العائلة من مكان إلى اخر او من مدينة إلى اخرى عقبة في نفسية بعض الأطفال ليس من السهل تجاوزها حيث يتغير الفضاء الدراسي تغيرا كليا . أما الطفل المراهق فهو يعير أهمية كبرى للعودة المدرسية وخاصة فيما يتعلق بالهندام لذا يجب على العائلة أن تلبي له رغباته في حدود إمكانياتها وكذلك بالنسبة للطالب الجامعي حيث يخرج من فضاء العائلة إلى فضاء جديد يسكن إما بمفرده أو مع مجموعة من الأصدقاء بعد أن تعود أن تقوم العائلة بأداء كل شؤونه وقد تخلق الوضعية الجديدة نوعا من الإكتئاب لدى بعض الطلبة لذا يجب على العائلة أن تكون متواجدة مع الطالب إما جسديا أو عن طريق الهاتف