يعتبر موقع «الفايس بوك» من المواقع الإجتماعية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة والتي تطلق عليها تسمية «ويب2» بإعتبارها مواقع لا تكتفي بنشر المواضيع أو تحميل رسائل أو ملفات أو صور أو أغاني أو فيديو.. إنما تمكن من تبادل المعلومات والآراء والأفكار والمبادئ مباشرة في لقاء إفتراضي مع أشخاص من مختلف بلدان العالم وبالنسبة للمثقفين يعتبر «الفايس بوك» وغيره من المواقع الإجتماعية المباشرة وسيلة إخبارية وفكرية توفر لهم فرص عديدة لتبادل الآراء والأفكار بطريقة حديثة وذكية وتتماشى مع القرن الواحد والعشرين لكن للأسف رغم ما يوفّره هذا الموقع من خدمات إلا أن كثيرا من الأشخاص يستغلونه لنشر أفكار لا أساس لها من الصحة ولا علاقة لها بالواقع ويوزعونها على أصدقائهم بفضل الخدمة التي يوفرها «الفايس بوك» (Partager) وبهذه الطريقة يتمكّن الشخص من نشر أفكار ومبادئ خاطئة لكل أصدقائه الذين يمكن أن يتجاوز عددهم الألف ومهما كانت ثقافة وقناعات ووعي هؤلاء الأصدقاء فلابدّ أن يتأثر البعض منهم بما نشر كما يتولّون هم بدورهم نشر ما تلقوه من أخبار خاطئة الى أصدقائهم وبهذا الشكل يشاع بين الكثيرين تلك الأخبار ويصدقها البعض ويكذّبها البعض الآخر وفي كثير من الأحيان يمكن أن تسبّب هذه المواضيع مشاكل إجتماعية كبيرة واستغلال هذا الموقع لنشر مواضيع كاذبة أو تافهة أو من وحي الخيال ان كان صاحب الخبر غير ملمّ بالموضوع أو ثقافته محدودة لكن الأمر يختلف ان وجدنا مواضيع لا يمكن أن يقبلها أو يصدّقها إلا البسطاء منشورة من قبل مثقفين معروفين أو سياسيين أو نقابيين وهذا أساسا ما أصبحنا نجده مؤخرا على هذا الموقع وهنا يطرح السؤال نفسه ماهو المقصود من هؤلاء الأشخاص؟ وماهي الرسالة التي يودّون تبليغها؟ ولماذا يسيّسون أعمالهم اليومية ويعقّدون حياتهم؟ في حقيقة الأمر مهما حاولنا التعمّق في خلفيات هذه الأفكار لا نستطيع إيجاد الجواب فما رأيك في شخص منتما الى «هيكل معين» ويتم رفض تسجيل إبنه بمؤسسة تربوية معينة فيربط عدم قبول إبنه بمؤسسة تربوية بإنتماءاته السياسية التسجيل وينشر ذلك على «الفاس بوك».. ويقنع الكثيرين بسقوطه ضحيّة توجهه السياسي أو إنتمائه النقابي، فهل تجدون هذا الفعل مقنعا وشرعيا