قال الخبير في الشأن الاقتصادي معز الجودي، إن انهيار قيمة الدينار ... قال الخبير في الشأن الاقتصادي معز الجودي، إن انهيار قيمة الدينار التونسي تعكس الوضعية الحقيقية للاقتصاد الوطني الذي يعيش حالة من الانهيار وفق تقديره. وأوضح الجودي في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الأربعاء 1 مارس 2017، أن قيمة الدينار بمثابة "المحرار" لحالة الاقتصاد الوطني، معتبرا أنه في حالة حرجة مقارنة بالعملات الصعبة على غرار الدولار واليورو. وأشار إلى أن البنك المركزي كان يتدخل للترفيع في قيمة الدينار سابقا، إلا أن استقلالية البنك حاليا تمنعه من ذلك. وكشف الجودي عن توصية صندوق النقد الدولي للحكومة بأن يبقى الدينار في حالة انهيار حتى يعكس الصورة الحقيقية للاقتصاد التونسي في ارتباطه بالدول الأخرى. ولفت في السياق ذاته إلى أن الحكومة استجابت لطلب صندوق النقد الدولي وهو مايعكس انهيار الدينار منذ فترة. ووصف الخبير في الشأن الاقتصادي حالة الاقتصاد الوطني بالخطيرة والحرجة، باعتبار صدور بعض الأرقام "الحمراء" في علاقة بنسب النمو التي لم تتجاوز 1 بالمائة نهاية سنة 2016، وارتفاع النفقات وتزايد حجم الأجور الى 14.3 مليار دينار، هذا إلى جانب تزايد التوريد والعجز الذي يشهده الميزان التجاري. وأكد أن ميزانية الدولة التي تشهد عجزا وتفاقم المديونية وافلاس المؤسسات العمومية ساهموا في ضعف الاقتصاد الوطني. وأبرز في سياق متصّل، أن الوعود التي أطلقها المشاركون في الندوة الدولية للاستثمار لم يتم الى حد الساعة الايفاء بها، حتى يستعيد الاقتصاد شيئا من عافيته. وعزا معز الجودي انهيار قيمة الدينار لوجود مناخ عام سلبي في ارتباط بالوضع السياسي والاستثماري، معتبرا أن الحكومة لم تضع إلى حد اليوم برنامجا للانقاذ. وبيّن أن الحكومة الحالية تشكو من نقص في الرؤية ونقص في الثقة، خاصة مع التوقعات التي أطلقتها بشأن بلوغ نسبة النمو 2.5 بالمائة للسنة الحالية. وشدد على أن البلاد تحتاج لنسب نمو تتجاوز ال 3 بالمائة حتى تستعيد موازناتها الاقتصادية ويتعافى المناخ الاستثماري.