شهد شاطئ الجهمي من معتمدية سليمان... شهد شاطئ الجهمي من معتمدية سليمان من لاية نابل كارثة بيئية تتمثّل في تدفّق فضلات الصّرف الصحّي بشكل كبير، من واد محاذ له، وهو ما انجرّ عنه تلوث الشاطئ وتغير لون المياه. وقد تفاجأ المواطنون صباح أوّل أمس بهول الحادثة خاصة وأنّ تدفق الفضلات كان بشكل كبير جدا مع تصاعد للراوائح الكريهة، حسب ما يوضّحه مقطع الفيديو المصاحب. في هذا السياق، اتصلت حقائق أون لاين، بمعتمد سليمان وسام العرابي، الذي أكد أن السلطات الجهوية تفاعلت مع الحادثة، حيث أذن والي نابل بعقد جلسة بالمعتمدية، شارك فيها ممثلون عن وكالة الشريط الساحلي وبلدية سليمان والديوان الوطني للتطهير ووكالة المحافظة على المحيط ووزارة التجهيز، من أجل تدارس هذه الحادثة. وأضاف أنه تمّ التنقل على عين المكان وتمّ رصد آثار حيوانات وآثار سيارتين رباعيتي الدفع، مضيفا أنه تمّ استنتاج فرضيتين إمّا أن تكون عملية فتح الوادي بفعل فاعل أو نتيجة لعامل طبيعي يتمثل في قوة تدفق مياه الصرف الصحي. وتابع أن هذا الوادي هو مصبّ للفضلات من برج السدرية وفندق الجديد وأحد أحياء الجهة فضلا عن عدد من المؤسسات الصناعية، مؤكدا أنه تمّ غلقه وشطفه وتنظيفه، وأن الديوان الوطني للتطهير ووكالة المحافظة على المحيط عاينا الوادي وقاما بما يتطلبه الأمر حتى لا تتكرّر هذه الحادثة. كارثة على الثروة السمكية من جهته أطلق المهندس الرئيس في علوم البحار ورئيس جمعية حوتيات، سامي مهني، صيحة فزع بعد مشاهدة كميات المياه الملوثة التي تدفقت في شاطئ الجهمي بسليمان، واصفا إياها بالكارثة. وأكد في تصريح لحقائق أون لاين، أن انعكاسات المياه الملوثة التي تدفقت في شاطئ سليمان ومنها إلى البحر فورية، حيث ستساهم في نفوق الأسماك وظهور طفيليّات وديدان صغيرة على الثروة السمكية، مضيفا أنه تم العثور على مادة البلاستيك على أسماك وطحالب مجهرية. وتابع سامي مهنّي، أن شاطئ سليمان بعد الأوساخ التي تدفقت به لم يعد صالحا للسباحة هذا العام، مبينا أن الخليج كاملا لن يكون صالحا للسباحة. وبين مهني أن البحر الأبيض المتوسط من الجهة التونسية والايطالية يعاني من مشكل التلوث على اعتبار أن البلدين يلقيان الفضلات والأوساخ به، مشددا على أن هذه الفضلات تمتدّ في البحر وتتوغّل بحيث يكون تأثيرها كبير وانعكاس خطير على الانسان والأسماك. وطالب المهندس في علوم البحار ديوان التطهير ووزارة البيئة بعدم ضّخّ أي قطرة مياه في البحار إلاّ بعد معالجتها جيدا كي لا تضرّ المواطن الذي يرغب في السباحة أو الثروة السمكيّة، مشددا على أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها ضخّ مياه الصرف الصحي في شواطئ تونس.