أعداء الثورة مستعدون للقيام بكل الأفعال مهما كانت خطورتها في محاولة لايقاف عجلة التاريخ. وانطلاقا من تصريحاتهم وبعض آثارهم نتوقع ان يزيدوا في الأيام القادمة من مناوراتهم ومحاولاتهم التخريبية. وقد بدؤوا ذلك فعلا في عدة مناطق، ففي قفصة قام بعضهم بتخريب بعض آبار الماء الصالح للشراب والتابعة لشركة المياه مما تسبب في توقف الماء على الأحياء السكنية في ام العرايس ومعتمدية القطار. والخوف كل الخوف من تعمد تعميم هذه العمليات التخريبية التي عشناها الصيف الماضي وكانت عبارة عن عملية انتقام من المواطنين في عز الصيف، كما شهدت العديد من الجهات حرائق مفتعلة نخشى أن تعاد هذا الصيف. ويدخل في باب أعمال هذه الشرذمة أيضا بعض الاضرابات والاعتصامات التي عادت بقوة في تناغم واضح مع بعض التهديدات التي يطلقها البعض في بعض وسائل الاعلام والتي ملخصها أن تمرير قانون تحصين الثورة سيؤدي بنا الى الهاوية والى ثورة ثانية والى الحرب الأهلية وغيرها من التهديدات. بإمكان أعداء الثورة المتفقين على افشال كل الجهود لانجاح التجربة الديمقراطية الوليدة في تونس أن يقوموا بالكثير من الاعمال المشبوهة مثل تعطيل عمل الإدارة وتشجيع التهريب وخاصة تهريب السلاح والمخدرات والتشجيع على الانفلات الأمني وحرق مقرات الأولياء الصالحين والقيام باعمال عنف مشبوهة لايهام الرأي العام بأننا نعيش في تحارب داخلي ودفع الناس الى التعبير عن ندمهم العلني على الثورة والمطالبة حتى بعودة بن علي، ولكنهم حتما سيفشلون. لماذا؟ أولا لأنهم جبناء، يتحركون في الظلام ويقومون ببعض الأعمال التي لا يمكن إلا ان تكون تخريبا وتعطيلا لاقتصاد البلد، وبدأ الناس يفهمون أن الهدف منها افشال الثورة وعودة النظام القديم. ثانيا أن مثل هذه الأعمال التخريبية لا يمكنها بأي حال ايقاف مسيرة شعب نحو التحرر وبناء تجربته الديمقراطية وإن كانت تتسبب في بطئها وعرقلتها. أما الدولة ومؤسساتها وفي مقدمتها الحكومة فقد حان الوقت لتتحرك بسرعة وتواجه مثل هذه الأعمال التخريبية بقوة وطبقا للقانون وأن تضيق الخناق على منفذيها والمخططين لها وتقدمهم للقضاء ليقول كلمته فيهم. _______________________________________ محمد فوراتي: رئيس تحرير جريدة الفجر الناطقة باسم حركة النهضة