أكد المدير الجهوي للصحة بصفاقس، الدكتور علي العيادي، الشروع قبل غروب يوم أمس الأحد في تسليم أولى جثامين غرقى مركب الهجرة السرية بعرض سواحل قرقنة إلى أهاليهم بعد استكمال إجراءات التشريح من قبل الطب الشرعي والتعرف على الهويات. وافاد في تصريح لوات، أنه تم التعرف على هويات 4 هالكين وتم تسليم جثتين لأهاليهما ,فيما ينتظر تسليم الجثتين الاخريين في وقت لاحق. وأفاد الدكتور العيادي أن 15 ناجيا من حادثة غرق مركب الهجرة السرية غادروا قسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة في صحة جيدة وتم الاحتفاظ بحالة واحدة تحت الرقابة الطبية. وعن أسباب وقوع الحادثة ،أكد عدد من الناجين ،الذين احجموا عن الافصاح عن هوياتهم ،في تصريحات متطابقة لوات:" أن منظم الهجرة غير الشرعية أو ما يعرف ب"الحرقة" قد عمد الى تحميل حوالي 200 مهاجر غير شرعي في مركب لا تتحمل حمولته إلا 70 نفرا" على حد أقوالهم. وفي ذات السياق، أضاف أحد الناجين "انه رغم تعرض مضغط الماء بالمركب إلى عطب وتسرب الماء بكميات كبيرة بما سبب حالة من الهلع في صفوف "الحراقة" وطلبهم بالعودة إلى اليابسة فان منظم الحرقة ارتمى وسط البحر وهو يرتدي طوق النجاة على حد روايته واسترسل قائلا ان "منظم "الحرقة" قد تاجر بأرواحنا، الشباب منا والكبار والنساء الحوامل مقابل 3 الاف دينار عن كل نفر". من ناحيته، ذكر أحد الشبان من الناجين من الحادثة وعمره 18 سنة "انه رغم حالة الفزع والهلع التي واجهتها وأنا اصارع الموت وجها لوجه فإني لن أتردد في الارتماء في أحضان المجهول ثانية بحثا عن غد أفضل باعتبار أن الوطن قد ضاق بي واغلقت كل الابواب امامي". يذكر أن حادثة غرق المركب أسفرت في حصيلة أولية عن هلاك 46 شخصا تم انتشال جثثهم من قبل الوحدات العائمة للحرس الوطني ووحدات جيش البحر وإنقاذ 68 شخصا من بينهم 8 أجانب إلى حدود الساعة الثالثة و45 دقيقة بعد الزوال، علما وأن حصيلة المفقودين والغرقى لا تزال مرشحة للارتفاع بالنظر إلى ما تشير إليه روايات بعض الناجين عن عدد مرتفع قد يصل إلى 200 نفر كانوا على متن المركب عند حصول حادثة الغرق.