ضمد النادي الرياضي الصفاقسي جراح الخروج المبكر من المسابقة العربية وحقق انتصارا ثمينا ومستحقا على الترجي الرياضي في كلاسيكو الجولة الرابعة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم وفي نفس الوقت ضاعف جراح الترجي الذي يشهد أوضاعا داخلية غير مريحة بدليل أن مدربه خالد بن يحبى لم يتنقل مع لاعبيه بالحافلة وإنما التحق بهم في سيارة خاصة أضف إلى ذلك أن بن يحيى بعد نهاية اللقاء غادر في السيارة ولم ينتظر ركوب لاعبيه الحافلة وغادر قبله المسير رياض بالنور والذي لم يدل بتصريحات عقب اللقاء وهو المعروف بسخائه في القيام بالأحاديث الصحفية.
النادي الصفاقسي والانضباط التكتيكي
أكيد أن النادي الصفاقسي عرف كيف يستعد لمقابلة الكلاسيكو مثلما عرف من أين تؤكل الكتف ولذلك تعامل بانضباط تكتيكي مع اللقاء ونجح في إرباك منافسه وترك له بعض المساحات التي لا تمثل خطرا على الدفاع المحلي مع حسن التمركز وهو ما شل فاعلية الترجيين الذين استعاضوا في عدة مناسبات عن الكرة بالخشونة التي كلفتهم إنذارات صفراء قبل أن تحمر.
المدرب الهولندي رود كرول قرأ جيدا منافسه وعرف كيف يوصل تخطيطاته إلى لاعبيه مع اليقظة للتوجيه وإسداء النصائح أثناء اللعب كما أربك فريق باب سويقة بالتوغلات الجانبية التي أحدثت الخطر وكان مصدر الهدفين ذلك انه في الدقيقة 32 كان بناء الهجمة من الرواق الأيسر ووصلت الكرة إلى فراس شواط داخل منطقة الجزاء وكانت الفرصة سانحة له للتصويب نحو المرمى لكنه لاحظ أن زميله أيمن الحرزي كان طليقا من دون رقبة فأهدى إليه كرة على طبق من ذهب نجح بها في افتتاح النتيجة ومغالطة الحارس رامي الجريدي.
وأما في الدقيقة 90 + 2 موعد الهدف الثاني فان التوغل كان من الناحية اليمنى عن طريق الظهير حمزة المثلوثي والذي وزع كرة مليمترية نحو القناص فراس شواط والذي غالط الدفاع والحارس الجريدي بتصويبة راسية.
الرهان ينجح مع الحارس أيمن دحمان
أكيد أن الحارس الشاب ايمن دحمان ارتكب أخطاء في مقابلة إياب الدور السادس عشر من كاس زايد للأندية الأبطال وانتقد البعض أداءه واعتقد متابعون أن المدرب الهولندي رود كرول سيقوم بتعويضه بزميله محمد الهادي قعلول لكنه فاجأهم بمواصلة منح الثقة إلى دحمان في ثاني مقابلاته الرسمية مع الأكابر وكان هذا الحارس في المستوى حيث حافظ على عذارة شباكه كما قام ببعض التصديات المهمة وأبرزها في الدقيقة 17 حيث عرف كيف يلمس كرة مقوسة من ركنية نفذها بإتقان أنيس البدري وغير نسبيا وجهتها لتصطدم بالعارضة.
تغييرات اضطرارية هنا ... وأخرى عقيمة هناك
جميع تعويضات النادي الصفاقسي في المقابلة كانت اضطرارية حيث أن سوكري غادر الميدان مصاب في الدقيقة 29 وترك مكانه لزميله كريس كواكو ثم غادر محمد علي الجويني في الدقيقة 70 بداعي إصابة خفيفة مع الإرهاق واخذ مكانه زميله اشرف الزواغي وفي الدقيقة 84 غادر كريس كواكو وأخذ مكانه محمد علي منصر.
وأما تغييرات الترجي الرياضي الثلاثة فانها رغم كونها غير اضطرارية إلا أنها كانت عقيمة بمعنى أنها لم تغير مجرى اللعب ولم تعدل الكفة ولم تؤثر ايجابيا على فريق باب سويقة حيث غادر أنيس البدري في الدقيقة 54 واخذ مكانه هيثم الجويني ثم غادر فوسيني كوليبالي في الدقيقة 65 واخذ مكانه وائل بالعربي وآخر تعويض كان في الدقيقة 76 بخروج بلال الماجري ودخول سعد بقير.
هذه التغييرات لم تكن عقيمة لان البدلاء كانوا بعيدين عن مستواهم وإنما لان فريق الترجي ككل كان تحت وقع صدمة الهدف الأول لأيمن الحرزي ثم النقص العددي بمفعول إقصاء فرانك كوم وحسن تمركز لاعبي السي اس اس وانضباطهم التكتيكي كما أسلفنا الذكر.
خسارة المقابلة وخسارة لاعبين
خسارة الترجي لم تقتصر على الهزيمة بهدفين نظيفين وإنما امتدت أيضا إلى خسارة لاعبين تهورا وفضلا تصرفات غير رياضية على التركيز على التدارك فنالا الإقصاء ويتعلق الأمر بفرانك كوم في الدقيقة 67 بسبب حصوله على الإنذار الثاني اثر تدخلات خشنة بالجملة وسامح الدربالي في نهاية الوقت الضائع من المباراة بعد ان اعتدى على لاعبي النادي الصفاقسي.
أداء طيب لطاقم التحكيم
نجح طاقم التحكيم المصري بقيادة المأذون الشرعي أو عدل الإشهاد محمود البنا في إدارة المقابلة بشكل طيب وبأقل الأخطاء ومن دون التأثير على النتيجة الحاصلة وتميز طاقم التحكيم بالانسجام والتكامل وسرعة التدخل وخاصة حين الالتحامات. تجدر الإشارة إلى انه كانت هناك مخاوف من أن يلعب طاقم التحكيم دور سلبيا في قمة مباريات الجولة الرابعة من البطولة لكن الأمور مرت سلامات وهذا مهم ومطلوب في كرتنا حتى نجفف مصادر العنف والشغب والاحتقان في ملاعبنا.
رامي الجريدي لم يمنع الهزيمة
في جانب النادي الصفاقسي كان الاعتقاد سائدا أن المدرب الهولندي رود كرول سيدفع بمحمد علي منصر للظهور بالتشكيلة الأساسية إلى جانب تواجد المهاجم الايفواري مانوتشو على ورقة المقابلة بعد تأهيله قانونيا للعب مساء الجمعة الماضي لكن كرول فاجأ المتابعين بترسيم منصر احتياطيا وعدم ترسيم مانوتشو على مقعد الاحتياط. وبالمقابل فان المدرب خالد بن يحيى دفع بالحارس رامي الجريدي في التشكيلة الأساسية على أمل أن يتألق ضد فريقه السابق لكن الجريدي قبل هدفين وكان يمكن أن تكون الهزيمة أثقل ثم أن الجريدي لم يجد الحظوة المعتادة من جمهور قلعة الأجداد الذين تغنوا ضده بالأهازيج وهكذا انقطعت شعرة الود بينه وبين جمهور السي اس اس الذين لم يعودوا ينادون باسمه.