يلتقي أمير قطر تميم بن حمد، الثلاثاء، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسط حالة من الغضب في الصحف العالمية خاصة الأمريكية، إلا أن الدوحة دفعت كثيرا من أجل تنظيم هذا اللقاء وتحسين صورتها لدى إدارة دونالد ترامب. وخلال ال6 أشهر الماضية، جندت قطر مسئولين ونشرت آخرين في جميع أنحاء العالم كجزء من حملة علاقات عامة لتشكيل صورة جديدة عن الإمارة وتغيير الصورة المتخذة عن الدوحة وخاصة لدى الإدارة الأمريكية، والتاكيد على القيمة الجيواستراتيجية والقوة الاقتصادية للبلاد، وفقا لموقع "دايلي بيست" الأمريكي.
ونقل الموقع عن مسؤولين بالإدارة الأمريكية و3 أفراد على علم بجهود قطر قولهم إنه منذ 2017 أنفقت قطر على الأقل 24 مليون دولار على جهات الضغط الأمريكية.
وقال حسين ابيش الباحث بمعهد الخليج العربي في واشنطن إن قطر "معزولة للغاية في المنطقة حتى الآن"، موضحا أن الدوحة وجدت بعض الحلول العملية حيث تحملت الإدارة القطرية تكاليف طائلة لكن تلك الجهود لم تغير شيئا في القضايا الرئيسية مثل الصراع مع إيران أو الاضطرابات الإقليمية الأخرى، كما أنها لم تغير من سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة، مضيفا أن "عزلة الدوحة ستستمر".
ويلتقي ترامب بأمير قطر تميم بن حمد في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، بعد اتهام الإدارة الأمريكية للدوحة في 2017 بدعم وتمويل الإرهاب وتهديد استقرار المنطقة بسبب الدعم المتواصل للحليف الإيراني، و تأتي الزيارة في ظل توتر العلاقات بين واشنطن وطهران عقب انسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي وتهديد إيران لسلامة الملاحة البحرية في مياه الخليج.
من جانبه، قال جاسم بن منصور آل ثاني الملحق الإعلامي للسفارة القطرية في الولاياتالمتحدة "لقد عرضنا العمل كوسيط مستقل ونزيه إذا قررت إيرانوأمريكا الجلوس على طاولة المفاوضات"، فيما أكد الموقع إن البيت الأبيض لم يرد على طلب للتعليق حول هذا الأمر.
وقال مسؤول كبير بإدارة ترامب أن واشنطن ترحب بأي عمل يثبت إن قطر تتفهم أن الشراكة مع الولاياتالمتحدة وليس إيران هي أفضل طريق لمستقبل مزدهر وآمن.
وأشار الموقع في تقريره إلى الأشكال المختلفة لحملة العلاقات العامة القطرية، ففي وقت سابق من الشهر الماضي، التقى مسئولون قطريون مع نظرائهم في أمريكا، حيث قضوا أسابيع بين واشنطن ونيويورك للتمهيد لزيارة تميم للبيت الأبيض، موضحا أن المحادثات شملت الموقف الأمريكي من إيران والحرب المستمرة في اليمن، وخطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا ب"صفقة القرن".
وأضاف أن جماعات ضغط من شركة Debevoise & Plimpton ومقرها واشنطن تعمل لصالح قطر، مشيرا إلى أن ممثلي الشركة التقوا بمستشار الأمن القومي جون بولتون قبل مغادرته في رحلة إلى الشرق الأوسط، كما استخدمت الدوحة كمية كبيرة من الإعلانات في هذا الشأن لتغيير صورتها، حيث تضمن أحد الإعلانات إشادة أمريكية بدور قطر في "مكافحة الإرهاب ودعمها لواشنطن".
وأوضح أن استثمارات الدوحة في الولاياتالمتحدة جزء من الحملة القطرية، حيث تنفق الدوحة أموالا طائلة على مختلف القطاعات مثل العقارات والتكنولوجيا وشركات الطيران، مشيرا إلى أن قطر تخطط لزيادة استثماراتها في الولاياتالمتحدة لأكثر من 45 مليار دولار خلال العامين القادمين، حيث ستشمل محادثات تميم وترامب الاستثمارات وصفقات الأسلحة، وتوسيع قاعدة العديد الأمريكية في قطر.