في لقاء رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الرئاسي الليبي .. تأكيد تطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين    أخبار الحكومة    نيابة عن رئيس الجمهورية ..رئيسة الحكومة تُشارك في مؤتمر «تيكاد 9»    أسعار الزقوقو    عاجل/ القبض على مسافر تهجّم على سائق مترو    توقع تراجع أسعار الحلويات    ترامب يتعهد بتحقيق السلام وزيلينسكي مستعد لاجتماع ثلاثي    ترامب: لن نرى عودة الرهائن المتبقين إلا بعد مواجهة "حماس" وتدميرها    الإمارات عرضت 43 مليار دولار لتفكيك المقاومة .. هؤلاء شركاء في تدمير غزّة    تقصير وسوء تصرّف: وزارة الرياضة تقرّر حل هذا المكتب الجامعي.. #خبر_عاجل    طقس الليلة    وزارة الصناعة تنتدب    إنجاز علمي رائد يعيد لمريض سكري قدرته على إنتاج الأنسولين    عاجل : صدور النتائج الأولية للطلبة التونسيين المعنيين بالدراسة بالجامعات المغربية و الجزائرية    الميزان التجاري الغذائي يسجل فائضا خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025    اتحاد بن قردان يعزز صفوفه بمتوسط الميدان عبد الله العامري    توزر: مرور المترشحين حمزة بضيافي وسفيان شرف الدين إلى الدور الثاني من الانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة دقاش حامة الجريد تمغزة    بداية من هذا التاريخ: كلغ العلوش ب 38.900 دينار    من اجل الاستيلاء على أموال الحرفاء: هذا ما تقرّر ضد موظفتين ببنك عمومي..#خبر_عاجل    بطولة كرة اليد: البرنامج الكامل لمنافسات الجولة الافتتاحية    مأساة أثناء الصيانة: ''الستاغ'' توضّح أسباب وفاة عونها    يهم أحباء هذا الفريق: انسحاب المدرب…    مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يفتح باب الترشحات يوم 20 أوت للمشاركة في دورته الخامسة عشرة المهداة إلى روح المخرج يوسف شاهين    وزارة الدفاع الوطني: هذا موعد انطلاق الحصّة الثالثة للتجنيد    نواب يقترحوا ''الحصة الواحدة'': 5 ساعات قراية باش يخففوا الضغط على التلاميذ ويحسنوا الحياة المدرسية    زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    أسعار البيض تتراجع: 4 بيضات لا تتجاوز 1200 مليم    اعادة انتخاب رياض بالحاج رئيسا للجامعة التونسية للووشو كونغ فو    نابل: وفاة شخص وتسجيل إصابات عديدة متفاوتة الخطورة في حادث انقلاب حافلة تقل عمال مصنع بقربة    تبلغ قيمتها 360 ألف دينار: قاصر يسرق مجوهرات وهواتف جوالة من مركز تدليك..    الأفروباسكيت "أنغولا 2025": المنتخب الوطني يخوض غدا ملحق الصعود الى ربع النهائي    في ريدار منزل تميم: في كواليس أفلام علاء الدين سليم    عرض "رقوج " ... تجربة فنية إبداعية من صنف الكوميديا الموسيقية تبهر جمهور مهرجان صفاقس الدولي    الإتحاد المنستيري: الإدارة تعلن مغادرة نجمي الفريق في المركاتو الحالي    زلزال شمال الجزائر لم يُشعر به التونسيون    تونس: تحذير من تركيب الأظافر    الف مبروك: علاء عباسي (باكالوريا تقنية) اهدى نجاحي الى روح والدي    الزهروني: الاحتفاظ بشاب من أجل الإيهام بجريمة    لاريجاني: إيران رممت قدراتها بعد الحرب الأخيرة    زيلينسكي يصل إلى الولايات المتحدة تمهيداً للقاء ترامب    فظيع/ أب لطفلين وزوجته حامل: وفاة عون "ستاغ" أثناء عمله والشركة تتعهد..    صيف وضيف...الفنّانة التشكيليّة الشابة غادة عسكري (حمام الأنف).. .. رؤى الحداثية لإبراز التّراث العربي الإسلامي    توم كروز يحرج ترامب!    عاجل/ تعنيف طبيب أثناء عمله..ومنظمة الأطباء الشبان تكشف وتدين..    خبير اقتصادي: النمو الاقتصادي في تونس.. أرقام على الورق ومعاناة في الواقع    5 مخاطر غير متوقعة لتناول البروتين بكثرة    مهرجان قرطاج يكرّم فاضل الجزيري بعرض فيلم "ثلاثون"    المنتخب الأسترالي يفوز بكأس آسيا لكرة السلة للمرة الثالثة تواليا    تاريخ الخيانات السياسية (49)...توزون يفقأ عيني الخليفة المتّقي    حكايات وحِكم.. يجود علينا الخيّرون بمالهم.. ونحن بمال الخيّرين نجود    استراحة صيفية    'فيلم رعب' بأحد أسواق مصر.. اشتباكات مسلحة ورصاص كالمطر    وصول الفنانة الإماراتية أحلام إلى تونس    أنغام لا تزال تعاني.. تطورات جديدة في حالتها الصحية    مخبر النسيج بمعهد الدراسات التكنولوجية بقصر هلال يقوم بتسجيل 40 براءة اختراع 3 منها خلال السنة الجارية (مديرة المخبر)    تيمور تيمور غرق وهو ينقذ ولدو... وفاة صادمة للفنان المصري    عاجل : فلكيا...موعد عطلة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين العام و الخاص    هام/ عطلة بيوم بمناسبة المولد النبوي الشريف..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رقصة آوا" للباليه الياباني: عن الرقص والموسيقى وقصص اخرى
نشر في حقائق أون لاين يوم 13 - 07 - 2019

الرقص، ليس فقط خطوات تحاكي إيقاعات وألحان، إنّما هو أيضا أسلوب حياة، تعبيرة عن دواخلنا، صرخة واحتجاج، تمرّد وحنين وبعض من الماضي تغازله أجسادنا إذا اشتاقت إلى أيام خوالي.
خطوات ترتبها النغمات، وتستسلم لها كل الخلايا والمسام فلا ترتبك الأجساد وإن كانت لا تجيد الرقص،خطوات تمتدّ بين الماضي والمستقبل وتحمل بين تفاصيلها زخما من الأحاسيس تنعكس ألقا في الأعين أو ابتسامة تزين الشفاه، تماما كتلك التي لا تفارق وجوه راقصي وراقصات الباليه الياباني.
أكثر من ستة وعشرين راقصا وراقصة يخطون على ركح المسرح الأثري بقرطاج حكايات قادمة من عمق اليابان ترشح حلما وحياة وجنونا، حكايات حملت بعضا من اليابان إلى جمهور صافحت أعينه ألوانا وابتسامات بنكهة الحياة.
إيقاعات عميقة وكأنها قادمة من باطن الأرض، تؤذن بانطلاق العرض الكوريغرافي "آوا" الذي كان هدية سفارة اليابان بتونس لجمهور الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان قرطاج، وذلك احتفالا بخمسينيتها.
ورقصة " آوا " امتداد للتراث الياباني، والتسمية مستلهمة من إسم الإدارة الإقطاعية القديمة لمحافظة توكوشيما، حيث يعدّ الرقص روحا للحياة وتعدّد أصوله وأساليبه لتلتقي جميع الرقصات عند الانتشاء.
مادّيا أنت في تونس، في رحاب المسرح الأثري بقرطاج، ذلك الفضاء الحامل لحكايات لا تمّحي بفعل السنين بل تتعتّق وتصير أكثر عذوبة، ولكنّ روحيا أنت في قلب محافظة توكوشيما حيث تبدو تفاصيل الطبيعة شبيهة بالجنة.
تحتدم الإيقاعات، ويلبي الراقصوان والراقصات الذين يطلف عليهم اسم " كيكوسوران" نداء الموسيقى بأزيائهم التقليدية وألوانها التي تشبه ألوان الطبيعة في "آوا" خلال الفصول الأربع، ألوان مفعمة بالحياة والحماسة، تزيدها تسريحات شعر الراقصات وابتسامتهن التي لا تغادر محياهين ألقا وتوهّجا.
وفيما أعضاء الفرقة الموسيقية يناجون آلاتهم التقليدية فتُخلق في الأثناء إيقاعات وأنغام تحملك إلى الماضي حيث يقاتل أسلاف اليابانيين من أجل الحياة، تعانق أقدام الراقصين والراقصات وجه الأرض، يثبون إلى الأمام ثم إلى الخلف بحنو ورشاقة وتتطلّع أعينهم إلى شيء جميل يجعلهم يبتسمون بلا هوادة.
وفي أرجاء المسرح الأثري بقرطاج، يتردّد صدى النغمات المسكرة للعود الياباني "شاميسين"، تعاضد صوت الإيقاعات الصاخبة المنبعثة من من طبول التايكو، وبينهما أجراس كين تدعو الجميع إلى أن يحيوا الحلم في كل لحظة وبكل تفصيل فيما يستحضر ناي الشينوبو الحنين، ولا يلبث أن ينطلق صوت مغنّية تترنّم بكلمات يابانية وتردّدها بخشوع المصلي.
صاخبة هي الحياة، وهادئة تارة أخرى، فيها منبسطات ومنعرجات ومرتفعات وحفر، وفيها نسيمات ورياح عاتيات، وفيها غيث وصواعق، هي الحياة كما ترجمتها رقصة "آوا" والموسيقى التقليدية المصاحبة لها، وداب الراقصون والراقصات ثناياها بأزياء " أوبون" التقليدية.
وعلى الركح، اختال الراقصون والراقصات بأزيائهم الملوّنة وجواربهم البيضاء فكانوا امتدادا لألوان الطبيعة في حالات انتشائها، وخلافا للفتيان ارتدت الفتياتفي بعض اللوحات الراقصة زوجا من الأحذية التقليدية يطلق عليها اسم زوري أو غيتا،تشبه إلى حد كبير القبقاب، وغيتا تجعل من حركات السيقان أكثر إثارة ذلك أنّ تصميمها ذو الكعبين يشدّ الأنظار.
وفي أحضان المسرح الروماني، حلّت محافظة توكوشيما بعطور الفصول الأربع عبر الموسيقى والرقص والغناء، هنا هارو (الربيع) بأزهار البرقوق والكرز والكامليا واللوتس وناتسو (الصيف) بلياليه الصيفية الجميلة والألعاب النارية التي تزينها وغاباته الجبلية الموشحة بأوراق البلوط والكستناء وأكي(الخريف) بأيامه المنعشة وطقوس الحصاد واحتفالات لا تنتهي وفويو (الشتاء) برياحه الباردة وثلج ناصع البياض وتقاليد متجدّدة.
انحناءات متناغمة للظهر وانثناءات في الركبة وحركات متناسقة للأيدي والسيقان، مع وثبات سريعة تحيلك إلى محاربي الساموراي، تتخللهما هتافات وصرخات تحتفي بالفرح والانتصار، في رقصة "الآوا" التي ليست إلا طقسا من احتفالات أوبون أو مهرجان الموتى، وهو مهرجان يقام على نخب زيارة أرواح الأسلاف الموتى لأقاربهم الأحياء لبضعة أيام كل عام.
وفي كل الفصول الاربعة يرقص سكان توكوشيما على وقع ذكرى الراحلين إلى العالم الآخر، يخرج الجميع إلى الشوارع ويتشاركون الرقص ويبتسمون في وجه الفراق، وكذا كان الأمر على ركح المسرح الأثري بقرطاجفي نهاية العرض، إذ دعا الراقصون الذين تنقلوا بين المدارج والكراسي الجمهور إلى مشاركتهم رقصة "آوا".
وعلى الركح كانت الابتسامة كلمة السر، حيث دعت إحدى الراقصات الجميع إلى الإفراج عن أسنانهم أثناء الرقصة، وكانت دليلهم في تعلّم حركات اليدين والساقين، طيلة عشرين دقيقة، كانت عنوانا للعفوية والفرح، وحطت فيها الأقدام قصائد لا تعلمها إلا أنفس الراقصين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.