جاءت الجلسة التي عقدتها الجامعة التونسية لكرة القدم جلسة يوم أمس دعت إليها الفرقاء بين مسؤولي النادي الإفريقي.. ورغم أن الإخراج كان سلبيا إلا أن حصاد الجلسة لا يمكن إلا أن يكون مفيدا على الأقل من ناحية الجماهير التي تعرفت على حقيقة الوضع داخل ناديها كما ستكون العين الرقيب لتثمن مجهودات كل من يلبي النداء او إقصاء كل من سيتخلف عن الهبّة لإنقاذ الفريق.
ولعل جلسة الأمس لم تقتصر على مسؤولية من هم خارج الهيئة الحالية بل يمكن التأكيد أن الأرقام التي أعلن عنها وديع الجريء أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الجماهير تعرضت للخداع من قبل هيئة عبد السلام اليونسي.
9 نزاعات جديدة
لم تتمكن هيئة عبد السلام اليونسي من الانتداب إلا في مناسبة وحيدة بين ثلاثة فترات شهدتها مدتها النيابية.. وقد يكون من حسن حظ الأفارقة أنه لم يتح لها أكثر من ميركاتو وحيد وإلا لكانت الحصيلة رهيبة ناهيك أن الفريق تورط في تسعة نزاعات كاملة ثلاثة منها محلية وستة لدى "الفيفا" وربما قد يرتفع العدد.
محليا لجأ كل من محمد سليم بن عثمان وزكريا العبيدي وأسامة الدراجي إلى لجنة النزاعات بالجامعة وهناك أيضا من يلوح باللحاق بهم.. أما دوليا فهناك نزاعي الثنائي الكاميروني نيكولا سارج وديديي روستان والغاني ديريك ساسراكو والمالي سليمان دياكيتي بالإضافة إلى قضيتي الفريق الليتواني للمدافع والي ضيوف وأطلس خنيفرة المغربي عن مستحقات باسيرو كومباوري.
ورغم أن مستحقات فريقي باسيرو وضيوف لا تزيد عن 290 ألف دينار إلا أن الهيئة الحالية عجزت عن السداد تماما كما هو شأن تعاملها مع اللاعبين الذين ارتفعت ديون النادي تجاههم بشكل كبير.
ماذا أنفق اليونسي؟
بعيدا عن إغراق النادي في النزاعات لم تكن هيئة عبد السلام اليونسي على قدر المسؤولية في التعاطي مع عائدات النادي المالية حيث أنه في وقت كان يجب أن يقع صرفها في مجابهة القضايا وخاصة لدى "الفيفا" لا يعرف أحد كيف تم إنفاقها خصوصا لما نعلم أن فرع الشبان لم يتلق مليما واحدا من الهيئة تماما كما هو الشأن لفروع اليد والسلة والطائرة.
وكشفت الجامعة أن هيئة اليونسي قامت بغلق نزاعات قيمتها 10 مليون دينار فيما تشير الأرقام إلى أن الخزينة تدعمت بمبالغ تناهز ال16 مليون دينار تفاصيلها كالآتي: مليوني دينار من مشاركة اللاعبين في كأس العالم مع 1.650 مليون كمكافأة للمرتبة الثالثة في دور مجموعات دوري الأبطال علاوة عن مليون دينار من بيع صابر خليفة وسليمان كشك وإعارة مختار بلخيثر.
وبجوار هذه الأرقام تحصلت الهيئة الحالية على 750 ألف دينار من الفيفا تخص فابريس أونداما ومعها 3 مليون دينار من بيع نيكولاس أوبوكو ومبلغ مماثل قدمه الأب الروحي حمادي بوصبيع نصفه تحصلت عليه العلمة.
وتدعمت الخزينة أيضا ب2.5 مليون دينار من عقد الاستشهار مع أوريدو و1.7 مليون دينار من شركة باب الجديد موبيل علاوة عن عائدات "الاسماسينغ" التي بلغت 250 ألف دينار ليكون إجمالي العائدات 15.850 مليون دينار.
مجموع العائدات يمكن أن يتجاوز سقف العشرين مليون دينار بعملية حسابية بسيطة فالجامعة تطالب ب3.125.047 مليون دينار كمتخلدات بالذمة صرفتها لتغطية بعض النزاعات وإذا أدرجنا أيضا المداخيل من بعض صفقات الاستشهار والتذاكر والاشتراكات والمغازة فمن السهل جدا أن تكون هيئة اليونسي قد غنمت أكثر من نصف ما أنفقته للفيفا.
بالمحصلة
إذن يبدو الاستنتاج سهلا وهو أن هيئة عبد السلام اليونسي قد خدعت الأنصار ببرنامج انتخابي وهمي ثم تواصل خداعها بتداول أرقام مغلوطة قدمها اليونسي أساسا في عدة حوارات.
أما المغالطة الكبرى وهي أنه وهيئته ضحوا بأموالهم لخدمة النادي الإفريقي في وقت تثبت الأرقام بدقة أن النادي واجه مشاكله بفضل عائداته ودون الحاجة إلى اليونسي ومن معه بل أن النادي ابتلي منذ جوان 2018 بهيئة فاشلة وممزقة بالصراعات وبلا إضافة رياضية أو تسييرية ساهمت في إغراق النادي بالمشاكل والصراعات في وقت أن وصولها كان للإنقاذ حتى بات السؤال المطروح هو من ينقذ الإفريقي ممن جاء لنجدته؟