أقر رئيس مجلس الدولة الليبي خالد المشري بعدم وجود أي ملامح توحي انتهاء الأزمة الليبية رغم تواتر الاجتماعات الحوارية برعاية أممية مبرزا أن انتشار الأسلحة في بلاده يجهض كل عملية سياسية. وكشف خالد المشري في حوار مع حقائق أون لاين عن مقتل مرتزقة روسيين في الأراضي الليبية ويشارك في الصراع الدائر هناك كاشفا عن تدخلات دول أجنبية في الأزمة الجارية في ليبيا، كاشفا عن سجن عدد من الإرهابيين التونسيين. فشل مفاوضات تسليم الإرهابيين إلى تونس قال رئيس مجلس الدولة الليبي إن عدد الإرهابيين التونسيين المسجونين في السجون الخاضعة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج مرتفع جدا ومن ضمنهم نساء وأطفال دون أن يكشف عن عددهم. وأفاد المشري في حوار مع حقائق أون لاين أن حكومة فايز السراج تواصلت مع السلطات التونسية لتسليمها الإرهابيين الحاملين للجنسية التونسية وعائلاتهم، مبرزا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بخصوص هذه المسألة. نزاع الشرعية والتدخلات الأجنبية في خضم حديثه عن الأسباب الرئيسية للحرب الجارية في ليبيا، شدد خالد المشري على أن أبرز أسباب الحرب في ليبيا ما بين حكومة طرابلس وقوات خليفة حفتر ترتبط أساسا بالتصارع على الشرعية، معتبرا أن "حفتر استغل الحرب وركب موجة مكافحة الإرهاب للاستيلاء على طرابلس". وقال إن كل الدول والهيئات الدولية ليست لديها أية وسائل لإلزام القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر بالتوافقات التي تحصل خلال الجلسات الحوارية بما في ذلك مؤتمر برلين. وبين أن السفير الألماني لدى ليبيا، "أوليفر أوفتش"، أعلمه بعدم وجود ضمانات لإلزام حفتر بمخرجات المؤتمر الدولي الذي ستحتضنه برلين. كما اعتبر أن كل محاولات إقحام حفتر في العملية السياسية باءت بالفشل، معتبرا أن اللقاء الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بباريس وجمع خليفة حفتر وفايز السراج فشل في جلبه إلى دائرة التجاذب السياسي. وبشأن إقصاء دول الجوار الليبي، تونس والجزائر، من المؤتمر الدولي بشأن ليبيا الذي ستحتضنه برلين، أكد خالد المشري أن حكومة الوفاق الليبية ستصرّ على تشريك ممثلي السلطات التونسية والجزائرية في هذا المؤتمر. ولن تشارك الأطراف الليبية المتنازعة في المؤتمر الدولي ببرلين وسيقتصر على عقد لقاء بين الدول المتدخلة في الأزمة الليبية لإصدار توصيات يجتمع حولها الليبيون، وفق قول المشري. واعتبر ذات المسؤول الليبي أن تدخل الدول الأجنبية في ليبيا أصبح معلنا من طرف دول أجنبية وعلى رأسها دولة الإمارات، مشددا على أن الدعم الذي تقدمه تركيا وقطر لحكومة السراج هو دعم سياسي ومعنوي فقط. وتابع "حكومة السراج تشتري الأسلحة من الدول الصديقة والشقيقة في اطار احترام الأطر الدولية المعمول بها". 4 أو 5 برلمانات تحكم ليبيا وبشأن المبادرة التي اقترحها مؤخرا، قال إن هذه المبادرة هي استباقية لمؤتمر برلين ولطرحها خلال هذا المؤتمر وتنص على إجراء انتخابات مع الأخذ بأحكام الدستور الليبي حتى لا تكون كل الحلول مقترحة من دول خارجية. وأضاف "قدمنا في هذه المبادرة أوراق الحل لمؤتمر برلين في هذا المؤتمر". ووصف خالد المشري مجلس النواب الليبي بالمشتت بعد استقالة عدد هام من النواب قائلا "أصبح لدى كل 30 نائبا برلمانا خاصا بهم وقائلا "ليبيا بها اليوم قرابة 4 أو 5 مجالس نواب". وبخصوص انقلاب الميليشيات الليبية المسلحة على نتائج انتخابات البرلمان بقوة السلاح سنة 2014، شدد رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي على أن العملية المسلحة المسماة "فجر ليبيا" التي شُنت على العاصمة أنذاك منفصلة عن النزاع السياسي وتنازعت فيها الميليشيات على السيطرة على المطار وهي لا تتعلق بمسألة الشرعية في الحكم. 23 مليون قطعة سلاح وجلب مرتزقة روسيين في سياق متصل، أفاد المشري بأن هناك 23 مليون قطعة سلاح منتشرة في ليبيا لدى كل الفصائل المتنازعة، مبرزا أن لدى كل مواطن ليبي 3 قطع سلاح بما فيها دبابات. وأبرز خالد المشري أن 2000 شخصا توفوا خلال الهجوم العسكري الذي شنه خليفة حفتر على العاصمة طرابلس. وتشن قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر منذ شهر أفريل الماضي حربا لدحر الجماعات المسلحة التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس. وفي سياق متصل، وتعليقا على ما راج عن وجود مرتزقة روسيين ضمن قثوات خليفة حفتر، قال إن هناك مجموعة روسية تسمى "فاكنر" تقاتل ضمن قوات حفتر" وقتل منهم حوالي 53عنصرا في ضواحي طرابلس وفي ضواحي مدينة سرت. أما بخصوص الميليشيات الداعمة لحكومة فايز السراج، قال خالد المشري "لا يمكننا إقصاء قادة الميلشيات المسلحة باعتبارهم ثوار قاموا بانهاء عهد معمر القذافي". في شأن قضية الشورابي والقطاري، بين أن الحكومة المعترف بها دوليا بذلت جهودا لمعرفة مصيرهما لكنه لا يزال مجهولا باعتبار أنه تم اختطافهما في المناطق التي تسيطر عليها قوات خليفة حفتر.