اعتبر وزير الخارجية الأسبق أحمد ونيس أن التزام تونس الحياد إزاء الملفات الحارقة اقليميا ودوليّا على غرار الحرب الدائرة في ليبيا والعلاقات المحيطة بها، في جوهره صحيح. وقال أحمد ونيس في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الخميس 9 جانفي 2020،: "إن اتخاذ رئيس الجمهورية قيس سعيد موقف الحياد بخصوص الوضع الليبي صحيح لأنها الخيارات السياسية التقليدية لتونس طيلة عقود، وتجربتها العميقة، مستدركا بالقول: "أمّا الأساليب والمنهجية الغير صائبة فلا أريد الخوض فيهما وقد يكون سببها عدم تكوين حكومة إلى اليوم لكن الجوهر يبقى صحيحا". وأضاف ونيّس: "آسف لخروج وزير الخارجية السابق خميس الجهيناوي بهذه الطريقة المُهينة، والجيناوي له القدرة على تصريف قضايا الشؤون الخارجية بصفة راقية، وكان سيساعد الرئيس قيس سعيد مساعدة كبيرة". وتابع في ذات الموضوع: "لو بقي خميس الجهيناوي في منصبه على رأس الخارجية التونسية لكنا تجنّبنا ضبابية الموقف التونسي لدى عدّة دول صديقة وشقيقة ولطمأنهم بخصوص الموقف التونسي ازاء القضايا الاقليمية والدولية". وتساءل أحمد ونيّس: "لماذا أتى وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان لتونس، ولماذا سيقابل الرئيس قيس سعيد؟.. بكل بساطة لأن لديهم نقطة استفهام حول الوضع التونسي وحول كيفية التعامل معها خاصة مع وجود رئيس جديد ولو بقي الجهيناوي في منصبه لطمأنهم ولأوضح لهم السياسة التونسية في مختلف القضايا الخارجية..". وتطرق أحمد ونيس إلى زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس واصطحابه معه وزيري الدفاع والخارجية، متسائلا" :هل يعقل أن يلتقيهم رئيس الجمهورية ويتحدث إليهم دون حضور وزير الخارجية والدفاع التونسين أو من يمثلهما على الأقل؟.. وكأن تونس ليس لديها وزارات". وبين ونيّس أن الوزراء المرفوقين بالرؤساء يعمّقون الحديث ويُثرونه ويتبادلون مع نظرائهم وجهات النظر بخصوص عدة مواضيح تهم شأن البلدين، وهو أمر طبيعي جدا، معبرا عن أسفه للقاء سعيد أردوغان ووزيريه دون حضور الوزراء التونسيين المعنيين". وعبر ونيّس عن أمله في أن تنطلق الحكومة الجديدة في العمل وأن تملأ الفراغ، وأن يتمّ العمل مستقبلا مع الشركاء في الدول الأخرى وأن تفسّر تونس سياستها كما يجب".