مازال ملف شهداء الثورة وجرحاها لم يبارح مكانه إلى اليوم، وسط تجاهل من السلطات المعنية لمطالب المعتصمين في مقر الهيئة العامة للمقاومين وشهداء وجرحى الثورة والعمليات الارهابية منذ ما يزيد عن العشرين يوما. وقفات احتجاجية متتالية، واعتصامات آخرها اعتصام مفتوح وإضراب جوع خاط فيه بعض الجرحى أفواهه والحكومة لا تنشر القائمة النهائية لشهداء الثورة وجرحاها في الرائد الرسمي للجمهورية التونسية. في ظل جائحة كورونا ووسط انتشار العدوى بطريقة سريعة، يعتصم الجرحى الذين يعانون من مخلفات الإصابات التي أثرت في مناعاتهم ومازال بعضهم يحمل الرصاص في أجسادهم. ويبدو أن المعتصمين ضاقوا ذرعا بتجاهل الحكومات المتعاقبة وإمعانها في إذلالهم وقرروا المضي في التصعيد إذ أقدم جريح الثورة حسني قلعية على سكب البنزبن على جسده محاولا الانتحار. مشهد سوريالي أبطاله جرحى ثورة كتموا أنفاسها وخنقوها في أيامها الاولى، حتى صارت المطالب والأهداف التي تولّدت عنها نسيا منسيا، وحتى تحل ذكراها العاشرة والسلطات تحجب القائمة النهائية للشهداء والجرحى. " يا حكومة عار عار والقائمة فقي الانتظار" يصرخ الجرحى المرابطون في مقر الهيئة العامة للمقاومين وشهداء وجرحى الثورة والعمليات الارهابية وبعضهم يلف جسد حسني بغطاء كي يمنعوا تسرب أي شرارة من النار إليه. وفيما حمّل المعتصمون الحكومة مسؤولية ماستؤول إليه الأوضاع خاصة مع انعدام أي تواصل معهم طيلة فترة الاعتصام وإضراب الجوع فإنهم يؤكّدون مضيّهم قدما في التصعيد وقد يصل الأمر إلى حرق أنفسهم في حال لم تطبّق الحكومة القانون، فهل تحرّك الحكومة ملفّ شهداء الثورة وجرحاها أم تنتظر حصول الكارثة؟ *صورة أرشيفية: ياسين القايدي/ الأناضول