دعت حركة النهضة اليوم الجمعة إلى توحيد الجهود و تغليب المصلحة العليا للبلاد في مواجهة جائحة كورونا بالابتعاد عن الخلافات والانقسامات والمعارك الهامشيّة في الوقت الراهن وذلك لمحاربة هذا الوباء والتمكّن من الإنتصار عليه. و قال الناطق الرسمي باسم الحركة فتحي العيّادي خلال ندوة صحفية انعقدت اليوم بتونس " إنّ الحركة غير مستعدّة للإنخراط في المعارك الهامشيّة على حساب الوطن الذي يصارع وباء كورونا و لن تصرف جهدها إلا في معركتها مع هذا الوباء الذي حصد آلاف الأرواح في تونس" . ودعا الجميع الى الانخراط في هذه الدعوة و الوقوف صفا واحدا لمواجهة الوباء بعيدا عن الخلافات وتقسيم التونسيين، مثمّنا استجابة رئيسي الدولة والحكومة والمنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني. وفي هذا الإطار ذكّر بأنّ حركة النهضة كانت دائما تؤكد على ضرورة وحدة الموقف التونسي وتوحيد كل الجهود والقوى من أجل الانتصار في المعارك التي تعيشها تونس وتدعو إلى ضرورة الحوار الوطني والحوار حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية لمعالجة مشاكل المواطن التونسي . كما تطالب أيضا ،وفق العيّادي، بالتخفيف من حدّة التجاذبات السياسية وبأن تتعاون كل مؤسسات الدولة لمواجهة كل هذه الازمات لأنه لا سبيل إليها إلا أن تكون موحدة وموقفها واحد لتحقيق مصالحها الحيوية. من جانبه قال منذر الرديسي إنّ الهدف من هذه الندوة هو التأكيد لجميع التونسيين أنّ البلاد في حرب حقيقية مع وباء كورونا لا يسمح فيها بالانقسام والاختلاف مؤكّدا انّ ربح هذه الحرب يتطلب توحيد الجبهة الداخلية وتأجيل النقاش في المسائل الجانبية إلى وقت لاحق . كما دعا إلى ضرورة تصحيح المغالطات والتأكيد على أنّ اللقاحات الموجودة بشتى أنواعها هي لقاحات فعالة ضدّ كل السلالات المتحورة بما فيها "الدلتا" . واستعرض مجهودات الحركة ومقترحاتها المقدّمة إلى اجهزة الدولة لمواجهة وباء كورونا مبيّنا أنّ للحركة مكتب صحة يشتغل منذ 4 سنوات وتم اعتماد اكثر توصياته في فترة وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكّي عند بداية انتشار جائحة كورونا بتونس. كما لفت إلى أنّ اللجنة الوطنية لمكافحة الكوفيد التي تمّ تأسيسها صلب حركة النهضة والتي يترأسها رئيس الحركة راشد الغنوشي هدفها معاضدة مجهود الدولة ماليا ومعنويا في مواجهة الجائحة وتقديم الملاحظات والنصائح مبيّنا انّها انعقدت منذ تأسيسها في مناسبة وحيدة وقدمت عدة مقترحات تمّ اعتماد بعضها من قبل الحكومة واستعرض بعض المقترحات التي قدّمتها الحركة والتي لاقت صدى على غرار جلب التلاقيح والهبات وهو طلب وجد صدى لدى رئيسي الجمهورية والحكومة وفق قوله. كما بيّن أنّها اقترحت أيضا تغيير الاستراتيجية المعتمدة في التلقيح بالذهاب إلى تلقيح واحد وجرعة واحدة لأكثر من 50 أو 60 بالمائة من التونسيين وهي مسألة اثبتت نجاعتها في بعض الدول إضافة إلى التخلي عن اعتماد خطة منظومة ايفاكس فقط لمحدوديتها والتوجّه للمواطنين في منازلهم مع تخفيف الاجراءات الديوانية على الآلات الصحية التي يجلبها المواطنون من الخارج لمعاضدة جهود الدولة . ولفت أيضا إلى أنّ الحركة اقترحت على رئيس الحكومة إدارة الأزمة وتحويلها إلى القصبة بتكوينه لجنة يترأسها صلب رئاسة الحكومة وكذلك فتح باب الانتدابات في قطاع الصحة المغلق منذ 2011 كما تمّ سابقا مع قطاعي الأمن والجيش عند محارب للإرهاب مبيّنا أنّ الأولوية اليوم تعطى لمحاربة الوباء ولا بد أن توجّه كل مقدرات الدولة التونسية لذلك.
وقال إنّ لجنة الصحة تعمل على كل المستويات محليا وجهويا مع عديد الأطراف وساهمت كذلك في كثير من التبرعات وفتحت باب التبرعات لأبنائها وفق قانون الأحزاب لمعاضدة جهود الدولة في محاربة الوباء مبيّنا أنّ كل ما سيتمّ جمعه سيعطى إلى وزارة الصحة. ولفت في هذا الجانب الي أنّ رئيس الحركة تبرع ب80 ألف دينار لشراء 15 مكثف اكسيجين و100 ألف كمامة وغيرها من المستلزمات الطبية التي سيتم توزيعها انطلاقا من الغد على بعض المستشفيات. وتم خلال الندوة تثمين الجهد التضامني لأبناء الشعب التونسي ومكوناته داخل البلاد وخارجها اضافة الى ما تقوم به مؤسسات الدولة المتمثلة في الرئاسات الثلاث من اجل استقدام الدعم لتونس، من الدول الصديقة والشقيقة لمواجهة الوباء. وات