يجب أن يدرك قيس سعيد أن الحناجر المرحبة بتعليق البرلمان يوم 25جويلية ليست مناصرة لشخصه وإنما هي لحظة عفوية للتعبير عن فرحة الانعتاق من حكم الاخوان .... وماهو حكم الاخوان ؟ هو التأويل الموسع للحريات الفردية والعامة وفق ما يقتضيه هوى الفقيه ... حتى إن لبس جبة المدنية ....وهو التأويل الموسع لنظرية الدولة وفق ما يفرضه قانون التنظيم وأعرافه...وهو التأويل الموسع لفلسفة السلطة وفق القاعدة العمودية ( الراعي والرعية ). ولايبدو قيس سعيد قاطعا مع هذه النظرة"اليمينية" للمجتمع والرعية ..حتى وإن تلذذنا الإذلال السياسي للتنظيم الخرائبي...موقفه من المساواة في الميراث ونظرته لحرية الضمير تكشف خانات التفكير التي يدور فيها ذهن الرجل الاكثر غموضًا في التاريخ السياسي الحديث. اذا واصل حراس المدنية غفلتهم أمام الرئيس "السعيد " فان الجمهورية الثالثة ستكون فقط صراعا مفتوحا بين اليمين الديني و اليمين الشعبوي ، لا مكان فيها إلا للمزايدات الاخلاقوية.