نفّذ أهالي المحرس من ولاية صفاقس اليوم الاثنين 15 نوفمبر 2021، مسيرة احتجاجية، جابت شوارع المدينة، دعت إليها تنسيقية "المحرس موش مصب"، رفضا لقرار تحويل ضيعة زروق بالجهة إلى مصب للفضلات أو مركز لفرزها وتدويرها. وصرح مسؤولون بوزارة البيئة، بأن هناك توجها نحو إحداث وحدة لمعالجة وتثمين النفايات بمنطقة ضيعة مرزوق بالمعتمدية، الأمر الذي رفضه الأهالي بشدة لعدة أسباب طبيعية وعمرانية وجغرافية.
ووفقا للناشط في المجتمع المدني، حاتم بن عبد الله، في تصريح لحقائق أون لاين، فإن مسيرة اليوم استجابت لها مختلف عمادات المحرس والمعتمديات المجاورة على غرار الغريبة وعقارب، باعتبار أن الخطر يطالها جميعها، مشددا على أن التنسيقية تؤمن بمبدأ أن أي مكان في تونس لا يجب أن يكون مصبا، وأضاف أن الشعارين اللّذين رفعا اليوم هما "المحرس موش مصب" و"عقارب موش مصب".
وشدد على ضرورة أن تتحمل الدولة ووزارة البيئة مسؤوليتهما في إيجاد الحلول اللازمة لأزمة النفايات لا أن يضعوا حياة المواطن في خطر، موجها نداء على رئيس الجمهورية للتدخل وحل هذا الاشكال وحتى "يرفع الخطر الداهم عن المحرس قبل أن يصبح جاثما"، على حد تعبيره.
وأفاد حاتم بن عبد الله بأن المصب الذي تنوي وزارة البيئة تركيزه في ضيعة زروق، يبتعد عن أقرب تجمع سكاني (منطقة سيدي بوكثير) 700 متر، ويبتعد عن الطريق السيارة التي تؤدي إلى كامل الجنوب كيلومتر ونصف ويبتعد عن المحرس 11 كيلومترا لكن الانبعاثات الملوثة للهواء لا تبعد سوى 5 كيلومترات فقط.
وبين محدثنا أن برنامج تحويل ضيعة زروق إلى مصب نفايات سيقضي على 10 الاف و635 شجرة زيتون في الضيعة وهي المجاورة لهنشير الشعالة الذي يمسح 400 ألف شجرة (ثاني أكبر غابة في العالم بعد غابة الأمازون)، فضلا عن تلويث المائدة المائية التي توجد على عمق 25 مترا فقط من على سطح الأرض، منبها إلى حجم الكارثة التي يمكن أن تحدث في الولاية بأكملها والولايات المجاورة.
وأضاف بن عبد الله، أن مثال التهيئة العمرانية الذي بصدد انجازه من قبل بلدية المحرس يتسع في اتجاه ضيعة زروق، علما وأن المحرس يحدها البحر ومن جهة صفاقس تحدها المنطقة القابلة للفيضان والتي يمنع البناء فيها ومن جهة قابس يحدها الملك العمومي البحري، أي أن المكان الوحيد الذي يعتبر متنفسا للجهة والذي يمكن التوسع فيه هو في اتجاه ضيعة زروق، مستنتجا بالقول إن المحرس ستجد نفسها بعد 5 سنوات محاصرة وكأنه حكم عليها بالموت، وفق تعبيره.
ونادى حاتم بن عبد الله، بتطبيق قرار وزير السياحة روني الطرابلسي بتصنيف المحرس مدينة سياحية، عوضا عن تحويلها لمصب نفايات، ولفت إلى أن أبناء المحرس المقيمون بالخارج عبروا عن استعدادهم لتمويل مشروع ضخم يتمثل في منتزه ومركز تخييم وطني بمواصفات عالمية بمالهم الخاص وتعود عائداته لفائدة بلدية المحرس، لكن وزارة البيئة لم تتجاوب معهم إلى اليوم.
وأكد أن أهالي المحرس مستعدون للنضال من أجل بيئة سليمة بجميع الطرق السلمية، داعيا السلطات إلى ايجاد الحلول سريعا حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة نظرا لحالة الغضب والاحتقان لبعض الاهالي.